Uncategorized

أنسنة السلوك!

السلوك الإنساني، هو تلك الأقوال والأفعال والحركات التي يصدرها الإنسان في وقت ما، سواء بشكل ظاهر أو مستتر، وسواء بشكل إرادي أو لا إرادي، وسلوك الإنسان يتأثر بسلوك الأشخاص الذين يعيشون معه، وبالبيئة التي يعيش فيها، كما أن الإنسان يستطيع أن يغير سلوكه ويطوره من خلال أشخاص جدد في حياته، أو بيئة جديدة انتقل للعيش فيها سواء بشكل مؤقت أو دائم.

ورغم أن السلوك الإنساني ينقسم إلى سلوك إيجابي وسلوك سلبي، إلا أن الناس اتجهوا إلى تسمية السلوك الإيجابي بالسلوك الإنساني، نظرا لرقيه وسموه، والسلوك السلبي بالسلوك الحيواني، نظرا لتدنيه وحقارته، وعلى الرغم من أن طبيعة خلق الإنسان اشتملت على نوعين من السلوك، حسب تصنيف علماء علم النفس والاجتماع، نوع يسمى سلوك إنساني، والمقصود به ذلك السلوك الذي ينفرد به الإنسان عن باقي المخلوقات، كالتفكير الإبداعي، وتطوير العمل، وانتهاج المثل العليا والأخلاق، والميل إلى اتخاذ سبيل الدين لعبادة الله، وبالتالي يعمر الإنسان من خلال هذه السلوكيات الأرض، وصولا لصنع الحضارة، وهي من أهداف الإنسان الكبرى في الحياة. أما النوع الآخر من السلوك الإنساني، فهو ذلك السلوك الذي يشترك فيه الإنسان مع باقي المخلوقات الحيوانية التي يعيش معها، كالأكل والشرب وإخراج الفضلات والتناسل والنوم وغيرها، وسمي نسبة لذلك بالسلوك الحيواني.

ولعلي هنا أجد تناقضا واضحا بين هذا التعريف – الذي وضعه الإنسان – عن السلوك الحيواني الفطري، والذي يشترك فيه مع الحيوانات، والذي يصفه بالحقارة والتدني، ذلك السلوك الذي لا يحمل بين طياته أي غضاضة أو انحلال، وبين بعض السلوكيات الإنسانية البحتة، والتي يمارسها الإنسان دون سائر الكائنات الحية على وجه الأرض، والتي هي في حقيقة الأمر أكثر حقارة وتدنيا.

فالإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يمارس النميمة والغيبة حتى مع أهله وأقرب أصدقائه، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يكذب، وهو الكائن الوحيد الذي يسرق، وهو الكائن الوحيد الذي يزني، بل ويمارس الاغتصاب والرذيلة والشذوذ، وكل هذه سلوكيات إنسانية بحتة، أسوأ الحيوانات خلقا لا يعرف لها سبيلا، وبعد ذلك فإنه ينسب إلى الحيوانات السلوكيات المشينة والحقيرة،زورا وبهتانا!!

في الحقيقة أننا نعيش في مجتمعات تحتاج إلى أنسنة السلوكيات فعليا والسمو بها، بعد أن تحول عدد كبير من الناس إلى ممارسة سلوكيات أسوأ من السلوكيات الحيوانية، وبدلا من أن تسود المجتمع مفاهيم الحب والتقارب، سادت سلوكيات الكره والتنافر.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x