Uncategorized

ذات الأقنعة!

عندما تحدثت عن استخدام المرأة لسلاح الدموع ضد الرجل، تلقيت تعليقات عنصرية كثيرة كلها هجوم كاسح ضدي، وكأني تجنيت في رأيي هذا على المرأة، والحقيقة إن قدماء المصريين والصينيين والهنود وغيرهم تكلموا عبر العصور عن هذا السلاح الفتاك الذي تستخدمه المرأة مع الرجل، وبالتالي ما قلت رأيي فيه ما هو إلا حقيقة راسخة منذ قديم الأزل.

المرأة كائن عجيب، لديه القدرة على ارتداء عدة أقنعة في وقت واحد! وقبل أن يتواصل عليَّ الهجوم، دعوني أثبت لكم تلك الرؤية بمثل واحد فقط من خلال الواقع الذي نعيشه جميعا، فالمرأة التي تلعب دور الحماة، تتصرف بطريقتين مختلفتين تماما، ترتدي الثوب الأبيض عندما تتعامل مع زوج ابنتها، فتعامله معاملة رقيقة ودافئة وكأنه ابنها، حتى إنها دائما ما تقف معه ضد ابنتها إذا ما نشبت بينهما مشكلة، ولو كان هو المخطئ!! فالحماة صديقة زوج ابنتها، والصدر الحنون الذي يستوعبه، ويستوعب مشاكله، نفس هذه المرأة الحماة تتعامل مع زوجة ابنها على النقيض من ذلك تماما، فتحاول أن تفرض رأيها عليها بقوة النفوذ والجبروت، فهي أم الرجل، وهي الست الكبيرة، “والشورى شورتها والقولة قولتها”، ولا يجب أن تفعل الزوجة أي شيء إلا برأيها وتحت مراقبتها، والغريب أن هذه الحماة تستطيع أن تمارس هذين الدورين في الوقت نفسه بكفاءة عالية واقتدار!

ورغم المعاناة التي قد تعانيها الزوجة من جبروت حماتها، والذي تظهر معه بصورة الحمل الوديع الذي يعيش مع الذئب في بيت واحد، فإننا نجد أن هذه الزوجة تلعب في معظم الأحيان دورا أسوأ من دور حماتها، ولكن على طريقتها الخاصة، فالزوجة لا تستطيع أن تجاري حماتها صراحة في الكلام والأفعال، لأنها بذلك ستثير حفيظة زوجها والناس ضدها، وهنا تلعب الوجه الآخر من اللعبة، وهي اللعبة التي تجيدها وتستطيع التفوق فيها في مثل هذه المواقف، وينطبق عليها المثل: ضربني وبكى، وسبقني واشتكى!

أعرف سيدة كانت صديقة حميمة لإحدى مرؤوساتها في العمل، ومن درجة ارتباطها بها وإعجابها بشخصيتها وأخلاقها اختارتها لتكون زوجة لأبنها، سارت الأمور على ما يرام حتى تم الزواج وهنا تحولت العلاقة بينهما من علاقة صداقة إلى علاقة حماة وزوجة ابنتها، وانقلب الحال تماما، والنهاية معروفة بطبيعة الحال.

والسؤال هو: إذا كانت الحماة واحدة، فلماذا ترضى لزوجة ابنها مالا ترضاه لابنتها، وكيف تتعامل مع نفس الحدث وفي الوقت نفسه بطريقتين مختلفتين، طريقة مع زوج ابنتها، وطريقة مختلفة تماما مع زوجة ابنها؟!

سؤال لا أعرف له إجابة!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x