Uncategorized

لا أعرف!

كلما سألته سؤالا، أي سؤال، يجيب عنه في لمح البصر، حتى إنني في بداية الأمر كدت أشعر أنه يعرف ما بداخلي قبل أن أقوله!! هكذا هو زميلي المفتي، وقد ألبسناه هذا اللقب ليس نسبة لعلمه الغزير، أو رجاحة رأيه، وإنما

كلما سألته سؤالا، أي سؤال، يجيب عنه في لمح البصر، حتى إنني في بداية الأمر كدت أشعر أنه يعرف ما بداخلي قبل أن أقوله!! هكذا هو زميلي المفتي، وقد ألبسناه هذا اللقب ليس نسبة لعلمه الغزير، أو رجاحة رأيه، وإنما كان إسقاطا على شدة جهله وغبائه، فبضدها تعرف الأشياء! ومما زاد الطين بلة، أن هذا الزميل يعمل في مهنة الكلام والكتابة، فهو صحفي وإعلامي، وهذه هي المشكلة.

أخونا هذا يدعي معرفته بكل شيء، كما لو أنه تخصص في كل علوم الدنيا، يدعي إنه الماهر والبارع، في كل شيء، فلا يترك شاردة ولا واردة ، إلا وقد حلق في سمائها، ولا تمر أمامه أي همسة أو لمحة, إلا ويطلق العنان لخاطره في تفسيرها، ثم يكشفها للملأ في لمح البصر، ليبرهن لمن حوله إنه العالم ببواطن الأمور، بينما هو في الحقيقة لا يعرف سوى النزر اليسير من فضول الكلام، يتشدق ويجادل به عقول العوام.

عندما نبدأ حديثا تجده حاضرا, لا أعرف من أين يأتي، لكنه يأتي من كل الجهات، فيزاحم أفكارنا دون استئذان، ولا يتأخر في سحب الكلمات من أفواهنا، كل ما يحتاجه هو دقيقة أو قد تقل، ليعرف في أي حديث نخوض، ثم ليعرف في أي اتجاه تسير أفكارنا، فيقاطع كل متحدث حتى ينفرد هو بالحديث، فيطرح أفكارا مغايرة لأفكارنا، ثم يحاول بشتى الطرق أن يبرهن على صحة أفكاره وضعف أفكارنا، فيلوث جو النقاش، ويسمم أجواء الحديث، حتى يبدأ المتحدثون في الانسحاب رويدا رويدا من الحلقة، ويا ويل من يتعثر في الخروج من النقاش فيكون الأخير، لأنه سيكون مضطرا اضطرارا لسماعه حتى ينتهي من طرح كل أفكاره المهترئة.

هذا النموذج انتشر في مجتمعاتنا بشكل كبير، وإن لم يصل لدرجة زميلنا المفتي، فلا تجد أحدا يقول لا أعرف، فعندما تسأل عن مسألة في الدين، يتطوع أغلب من حولك ويفتوك، حتى وإن كان بغير علم، وعندما تستفسر عن أمر في السياسة يتسابق أغلب من حولك ليفسروا لك بواطن الأمور، حتى إذا أردت أن تستوضح عن أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، فستجد الجميع يتطوع ليشرح لك الحكاية من البداية، على الرغم من اعتقادي بأن الرئيس السابق بوش الذي تسبب في هذه الأزمة، قد لا يعرف حتى لحظة خروجه من البيت الأبيض أسبابها الحقيقية!

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فإذا ضللت الطريق وسألت شخصا، يدلك بغير علم حتى لا يقول لا أعرف، وإذا سألت أحدا عن موعد برنامج أو مباراة يجيبك بغير علم حتى لا يقول لا أعرف، حتى أنني ذات مرة نسيت ساعتي، وكنت انتظر صديقا على الطريق وتأخر، فسألت أحد المارة: من فضلك كم الساعة الآن، فقال ودون النظر إلى يديه : الساعة السادسة، فانتبهت لذلك ونظرت فلم أجد ساعة في يديه، فسألته مندهشا: ومن أين عرفت، فقال لي: أنت فاكرني حمار!!

كان إسقاطا على شدة جهله وغبائه، فبضدها تعرف الأشياء! ومما زاد الطين بلة، أن هذا الزميل يعمل في مهنة الكلام والكتابة، فهو صحفي وإعلامي، وهذه هي المشكلة.

أخونا هذا يدعي معرفته بكل شيء، كما لو أنه تخصص في كل علوم الدنيا، يدعي إنه الماهر والبارع، في كل شيء، فلا يترك شاردة ولا واردة ، إلا وقد حلق في سمائها، ولا تمر أمامه أي همسة أو لمحة, إلا ويطلق العنان لخاطره في تفسيرها، ثم يكشفها للملأ في لمح البصر، ليبرهن لمن حوله إنه العالم ببواطن الأمور، بينما هو في الحقيقة لا يعرف سوى النزر اليسير من فضول الكلام، يتشدق ويجادل به عقول العوام.

عندما نبدأ حديثا تجده حاضرا, لا أعرف من أين يأتي، لكنه يأتي من كل الجهات، فيزاحم أفكارنا دون استئذان، ولا يتأخر في سحب الكلمات من أفواهنا، كل ما يحتاجه هو دقيقة أو قد تقل، ليعرف في أي حديث نخوض، ثم ليعرف في أي اتجاه تسير أفكارنا، فيقاطع كل متحدث حتى ينفرد هو بالحديث، فيطرح أفكارا مغايرة لأفكارنا، ثم يحاول بشتى الطرق أن يبرهن على صحة أفكاره وضعف أفكارنا، فيلوث جو النقاش، ويسمم أجواء الحديث، حتى يبدأ المتحدثون في الانسحاب رويدا رويدا من الحلقة، ويا ويل من يتعثر في الخروج من النقاش فيكون الأخير، لأنه سيكون مضطرا اضطرارا لسماعه حتى ينتهي من طرح كل أفكاره المهترئة.

هذا النموذج انتشر في مجتمعاتنا بشكل كبير، وإن لم يصل لدرجة زميلنا المفتي، فلا تجد أحدا يقول لا أعرف، فعندما تسأل عن مسألة في الدين، يتطوع أغلب من حولك ويفتوك، حتى وإن كان بغير علم، وعندما تستفسر عن أمر في السياسة يتسابق أغلب من حولك ليفسروا لك بواطن الأمور، حتى إذا أردت أن تستوضح عن أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، فستجد الجميع يتطوع ليشرح لك الحكاية من البداية، على الرغم من اعتقادي بأن الرئيس السابق بوش الذي تسبب في هذه الأزمة، قد لا يعرف حتى لحظة خروجه من البيت الأبيض أسبابها الحقيقية!

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فإذا ضللت الطريق وسألت شخصا، يدلك بغير علم حتى لا يقول لا أعرف، وإذا سألت أحدا عن موعد برنامج أو مباراة يجيبك بغير علم حتى لا يقول لا أعرف، حتى أنني ذات مرة نسيت ساعتي، وكنت انتظر صديقا على الطريق وتأخر، فسألت أحد المارة: من فضلك كم الساعة الآن، فقال ودون النظر إلى يديه : الساعة السادسة، فانتبهت لذلك ونظرت فلم أجد ساعة في يديه، فسألته مندهشا: ومن أين عرفت، فقال لي: أنت فاكرني حمار!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x