Uncategorized

غرفة النوم!

هل فكرت مرة – زميلي الزوج – أن تفصل غرفة نومك عن غرفة نوم زوجتك؟ وإذا كنت فكرت مرة في ذلك، فهل تملكت شجاعتك وصارحت زوجتك بهذه التخاريف، أقصد الأمنيات؟؟

قبل الزواج دائما ما يكون لكل منا أحلام وأمنيات، أفكار وطقوس، يحلم ويتمنى أن يحققها في عش الزوجية, وقد تكون بعض هذه الأحلام أو الأمنيات مجنونة ومتناقضة، بمعني أن أتمني الشيء وعكسه في نفس الوقت، فكنت أخطط ليلة الزفاف أن أترك الاحتفال وأذهب إلى البيت بسرعة، وفي نفس الوقت أفكر أن أتسلل أنا وعروستي بعد أن ينصرف الأهل ونذهب لقضاء ليلة زفاف غير تقليدية في التنزه في الشوارع أو أي مكان آخر، أو كأن أحلم بغرفة نوم شاعرية هادئة، وأفكر في نفس الوقت بأن يكون لدي غرفة نوم منفصلة عن غرفة زوجتي، وهذه النقطة بالتحديد محور الكلام.

وفي أيام الخطوبة، كنت أتجاذب مع خطيبتي أطراف أفكارنا، في محاولة لكشف بعض ما بداخل أنفسنا وعقولنا، ونتعرف على أفكار وطريقة كل منا في التعامل مع الأمور، أتذكر مرة كنت أبوح لها ببعض هذه الأفكار وذكرت لها فكرة الغرفتين المنفصلتين، وإذا بي أجد كلمات زوجتي الرقيقة تتحول إلى زجر، رافضة الفكرة رفضا قاطعا، مستاءة أشد الاستياء من طرحها من الأساس، متوعدة من أي محاولة أخرى لتكرار الكلام عنها!!

ولأني خطيب مؤدب، فقد “قررت” ألا أفكر في هذه الخزعبلات مطلقا، معللا ذلك لنفسي، بأنه لا توجد في بيتي أصلا غرفة إضافية لهذا الغرض! هكذا كنت أنا، فماذا عنكم أنتم، ماذا عن باقي الأزواج؟

الحقيقة أن تلك الذكريات جالت بفكري عندما قرأت خبرا عن تزايد أعداد الأزواج الأوروبيين والأمريكيين الذين يفضلون استخدام غرف نوم منفصلة، بهدف استمرار العلاقة الزوجية بشكل أفضل، وذلك في مسح إحصائي عن مؤسسات إسكانية حكومية، توقعت فيه أيضا زيادة الطلب على المنازل التي بها غرفتان رئيسيتان إلى نسبة 60% بحلول عام 2015، وهذا الطلب ليس قاصرا على المنازل الفخمة فقط، بل هو طلب شائع في مختلف المستويات، وقلت في نفسي: إذا.. لم أكن مخطئا لهذه الدرجة، فالأزواج الأوروبيون والأمريكيون أيضا يفكرون الآن كما كنت أفكر أنا العبد الفقير منذ أكثر من خمسة عشر عاما!

ووجدتني أبحث عن أسباب رفض زوجتي بشدة لهذه الفكرة -رغم كونها مجرد فكرة لم أشرع في تنفيذها- واتجاه الغرب لتطبيقها على نطاق واسع في مجتمعهم، مع الوضع في الاعتبار قيمة معظم آراء ومعتقدات الغرب المدنية، وبعد تفكير طويل وجدت أن هذه الفكرة ما هي إلا نموذج واضح ومحدد للفرق بين طبيعة وشخصية المرأة العربية والمرأة الغربية، وهي فروق شاسعة جدا في الجوهر رغم أن الفرق اللغوي بينهما مجرد نقطة فوق الحرف!

إذا.. ما الذي يجعل زوجتي وبنات جنسها العربيات يرفضن ما تتجه إليه الغربيات المتحررات؟!

سؤال يحتاج إلى إجابة..

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x