Uncategorized

خرافة سيئة الرائحة!

كنت أقول أن شعوب العالم كلها تعتقد في الخرافات، على اختلاف ثقافاتها ومذاهبها بل وتحضرها، حتى أن العالم الغربي دعاة المادية، اخترعوا خرافة اسمها الأخطبوط بول، صدقوه وآمنوا به، والغريب أن من اخترع هذه الخرافة وأدارها جهة علمية هي متحف الأحياء المائية بألمانيا، وهي دلالة خطيرة، تدلل على الخواء العقلي للشعب الأوربي، والقائمة ثقافته وأيديولوجيته في الأصل على المادة والعلم، وعدم الاعتقاد في الغيب، والذي هو أساس عقيدتنا الإسلامية الحنيفة، فلا هم تمسكوا بالمادية التي اخترعوها وسطروا لها النظريات، ولا هم تمسكوا بكتبهم السماوية والقائمة بالأساس على الإيمان غيبيا بالخالق الواحد وهم لم يروه، وإنما وجدناهم يؤمنوا بخرافة اسمها “بول”، حتى إن رائحته سيئة!!

بحثت عن خرافات الغرب حتى أعرف كيف يفكر المتشدقون بالعلم، فوجدتهم غارقين تماما مثلنا فيها، فالغربيون إذا سمعوا صوت البوم تنبؤا بموت أحد الأشخاص، وإذا ما وقف البوم على سقف أحد البيوت أصاب أهله بالشقاء، وإذا رأى أحدهم غرابا في الصباح من ناحية اليسار عاد إلى بيته وظل يومه كله دون حراك، وإذا حلقت الغربان ثلاث مرات على بيت أو مزرعة، فذلك نذير بموت صاحبه، تماما مثلما نتشاءم نحن من الغراب، أيضا يعلق بعض الأطفال الأوربيين في أعناقهم كيسا يحتوي على قطعة من حبلهم السري المجفف لمنع الحسد، ويشربون الحليب في يوم سنوي محدد لجعل أيام عامهم بيضاء، كما أنهم ينثرون الملح لاتقاء الحسد، وهي خرافات يفعل بعضنا مثلها تقريبا.

ووجدت خرافات كثيرة خاصة بالأوربيين دون غيرهم، فهناك من يضع الشموع حول الميت لمنع الأرواح الشريرة التي تحاول دخول الجسم!! وهناك من يلصق على بيته أوراق النخيل كي تحميه من البرق!! وهناك من يخفي حيواناته الأليفة آخر ليلة من شهر أكتوبر ظنا منه بأن الساحرات الشريرات يردن سرقتها!! ومنهم من يستحم في حمام خاص من ذهب لمدة دقيقتين فقط مقابل مبالغ ضخمة طمعا في زيادة عمره ثلاث سنوات!! أما عادة ارتداء خاتم الزواج في بنصر اليد اليسرى، فهي عادة رومانية قديمة تعود إلى الاعتقاد بأن وريد هذا البنصر يتصل مباشرة بالقلب!

لكن يبقى الفرق الجوهري بيننا وبينهم، فعندما كانت الدولة الإسلامية في أوجها لم يكن لدينا هذا الخواء العقلي الذي يعيشونه هم الآن وهم يعيشون أوج حضارتهم، فقد حاصر الإسلام الخرافات التي كانت سائدة في المجتمعات العربية الأولى، ولذلك لابد أن يتيقن الجميع أن حالة التخلف والخزعبلات التي يعيشها جزء من شعوبنا الآن ستنحسر وتنتهي عندما يدور الزمان دورته وتعود للأمة الإسلامية ريادتها مرة أخرى.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x