Uncategorized

آه من حواء!

كثرت في الفترة الأخيرة أصوات تطالب بحصول المرأة على حقوقها المسلوبة، ومساواتها بالرجل، وبغض النظر عن عدم صحة الطرح من الأساس، فإنه من وجهة نظري أن المرأة في مجتمعاتنا نالت من الحقوق مالم تنله المرأة منذ بدء الخليقة، فالمرأة تستغل الصفات التي ميزها الله بها عن الرجل أقصي استغلال، فتجد هذه المرأة عندما تظهر ضعفها أمام الرجل، فتظهر شهامة الرجل – تلقائيا – فيلبي لها كل ما تطلبه سواء عن استحقاق، أو حتى بدون وجه حق، وإذا لم تصل لمرادها فإن هذا الرجل لا يتمتع بصفات الشهامة، من وجهة نظرها بالطبع.

وهذه المرأة التي تتدعي قهر الرجل لها، تتمتع بالحب والعطف والحنان والرعاية الأفضل من الرجل نفسه، فمنذ ولادتها ومرورا بمراحل طفولتها المبكرة تظل هي الدلوعة الحبوبة من جميع أفراد اسرتها، وخصوصا أبوها، وعندما تكبر وتصبح فتاة تظل هي “حبيبة أبوها”، كل طلباتها مجابة، وكل ما تتمناه تحصل عليه، حتى ان المتابع لهذا الأمر يلاحظ الفرق الكبير بين الابنة والابن من ناحية الاهتمام وتحقيق المطالب.

ولأنها الابنة والأخت، والبنت تحب أن تلعب دائما دور الفريسة والضحية، فإنها تلاقي أضعاف ما يلاقيه الأخ من رعاية وعناية للمحافظة عليها وعلي أحاسيسها ومشاعرها، فلا أحد يستطيع توبيخها حفاظا علي مشاعرها الرقيقة، ولا أحد يقدر علي تأنيبها مراعاة لأحاسيسها المرهفة، حتى وإن كانت لا تمتلك هذه المشاعر أو تلك الأحاسيس، ليس هذا في البيت فقط وإنما خارجه أيضا، فعندما تحدث لها أي مشكلة مع رجل في الشارع أو في السوق فإن الجميع يتجهون نحو تصديق البنت.

ولأنها العروسة، فإن والدها وزوجها يكفلان كل مصاريف تجهيز زواجها، حتي وان كانت تعمل أو لديها ذمة مالية مستقلة، ولأنها امرأة فإنها تفوز ببطاقة الوظيفة إذا تنافست عليها مع رجل، خاصة إذا كانت جميلة شوية، أو دلوعة حبتين، كما ولأنها المضطهدة فإنها تستقطع نصيبا مفروضا من عدد الموظفين في الشركات والمؤسسات العامة، وكذلك في المجالس النيابية والشعبية، كما تصَعد في المناصب لترتقي أعلاها، حتي وإن كانت غير جديرة بذلك.

ولأنها امرأة فإنها تسترق قلوب الرجل بأحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الكثيرة والتي تستوصي بالنساء خيرا، ولأنها أم – وما أدراك ما الأم – فأنها تستأثر بقلوب وعقول جميع من حولها وتفوز باحترامهم وتقديرهم حيال دروها الجليل في الأسرة، حتى ان عظماء الرجال وأهيبهم وأجلهم يقفون بين يديها موقف الطفل الخاضع.

أما على مستوى المجتمع، فإننا نجد جمعيات المرأة المتعددة والتي تهدف للمحافظة على المرأة “من الرجل طبعا”، والمطالبة بالمساواة “مع الرجل طبعا”، ودعم المرأة “ضد الرجل طبعا” وغيرها من الشعارات الجوفاء التي استجلبوها من الغرب وطبقوها في مجتمعاتنا الشرقية دون أن يدروا أن المرأة عندنا تعيش الآن أفضل عصور الحرية والديمقراطية وتتمتع بأكثر من حقوقها التي شرعها الله لها وكفلتها لها الأعراف والقوانين.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x