Uncategorized

الزوجات ورا!

كلما كانت ظروفي تسمح للخروج لممارسة رياضة المشى على الكورنيش، كنت ألاحظ الرجال والنساء الذين يمارسون الرياضة فى ذات الوقت في مشهدين رئيسيين، المشهد الاول: الزوج يمشي يسبق زوجته ببضع خطوات وتسير هى خلفه سواء بمفردها أو معها أطفالها أو قاربها، وعادة مثل هذا النوع من الأزواج تجده من الصنف الملتزم، أما المشهد الآخر فتجد الزوجة تمشي بجوار زوجها، متشابكي أو غير متشابكي الأيدي.

وللوهلة الأولى فإن المتابع للمشهد الأول يظنه لا يعدو مشهدا طبيعيا، قد لا يهتم به كثير من الناس من الأصل، إلا أنني وجدت وراء تأملاتي له معاني عميقة، فكيف بالله برجل وزوجته يشبههما البعض بروح واحدة في جسدين، والبعض الآخر يشبههما بجسد واحد منقسم نصفين، من قوة ومتانة العلاقة الروحية والحميمية المقدسة بين الزوجين، كيف بهذا الشكل من العلاقة الخاصة جدا بين هذين الزوجين، عندما يخرجان من البيت ويمشيان في الشارع، يبعدان عن بعضهما بعضا فتسير الزوجة خلف زوجها بعدة خطوات، كأنهما غريبين.

هذا الشكل الغريب والعجيب في نفس الوقت، لا يخرج في تقديري عن احتمالين لا ثالث لهما، الاحتمال الأول أن الزوج من ذلك النوع المتسلط، الذي يصنف المرأة على أنها مخلوق من الدرجة الثانية، وبالتالي لا يجب أن تمشي معه على نفس المحاذاة، أو قد يكون من المخجل بالنسبة له أن يراه أحد من أقاربه أو أصدقائه وهو يمشي مع زوجته في الشارع.

أما الاحتمال الثاني، فقد يكون نابعا من الزوجة نفسها، قد تكون الزوجة تربت على تقديس الزوج ووضعه في مكانة عالية، وتأتي هي من خلفه – بلا وعي – في دور الوصيفة القائمة على خدمته وتلبية طلباته وقضاء حوائجه.

وبصرف النظر عن فرضية صحة أي من الاحتمالين، فإنهما يفسران بشكل غير مباشر لماذا انبهرت معظم السيدات والفتيات بالممثل التافه “مهند”، وما جسده من علاقة عاطفية سوية بين رجل وامرأة، وتناسين أن هذا “المهند” ما هو إلا ممثل ألعوبة بين أصابع مؤلف ومخرج يحركانه كيفما يريدان، من خلال نص مكتوب ومصاغ بطرقة محبوكة، وبالتالي فإن هذه الشخصية المهندية ما هي إلا من نسيج أفكارهما، يصعب تجسيدها في الواقع على نفس هذه الشاكلة.

ولأننا خواء من الداخل فقد أعجبتنا شخصية “مهند” وجعلها البعض نبراسا، والبعض الآخر حلما يصبون إليه، ونسينا أننا لنا في رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام أسوة حسنة، فكان خير الناس لأهله، وكان يحب زوجاته، ويداعبهن، ويأكل ويشرب من مكان أكلهن وشربهن، وكان يسابقهن ويلعب معهن حتى بعدما بلغ من العمر عتيا، ولم يُغضب زوجة قط، برغم غضبهن وغيرتهن وثورتهن في بعض الأحيان.

يجب علينا نبذ شخصية هذا التركي التافه، والتمسك بديننا ورسولنا، والمحافظة على عاداتنا وقيمنا، نتمسك بما هو نافع منها، ونطرد كل الأفكار المتخلفة البالية منها، وقتها فقط سنستمتع بأزواجنا، وسنعيش حياة زوجية سعيدة.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x