Uncategorized

ألاعيب النساء!

ثمة عجائب أخرى تميز عالم المرأة، غير تلك المتعلقة بعنف المرأة عامة، وضرب الأزواج خاصة، فالمتأمل لمجتمع النساء، يلاحظ وجه التشابه بينه وبين مجتمع النحل، فالمرأة تتقاتل حتى تصبح أفضل النساء من حولها، لا أن تصبح الأفضل، وشتان الفرق بين الاثنين، وكل امرأة تحاول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لأن تصبح الملكة المتوجة!! فالمرأة بطبيعتها كائن استيطاني، لا يهدأ لها بال إلا بعد أن تفرض سيطرتها على مملكتها، لا تشاركها أنثى في رأي ولا مشورة.

غير أنني – وبحكم طبيعتي كرجل – كنت دائما ما ألاحظ أن طريق المرأة الذي تسلكه حتى تصبح ملكة، لابد وأن يمتليء بكره النساء من حولها، فكنت أسأل نفسي، كيف أن هذا المخلوق الرقيق الضعيف الحساس الرومانسي صاحب المشاعر المرهفة وقلب العصفور الأخضر الذي ينبض حبا وودا، يمتليء بكل هذا الكره تجاه كل كائن يحمل صفات الأنثى؟!!! وهل ما أدعيه هذا حقيقة، أم أن كره النساء لبعضهن مجرد خيال من خيالاتي كرجل، ليس له علاقة بالواقع.

وحتى لايتشتت الأمر وتضيع ملامحه، تعال معي لنقرب الصورة قليلا، إذا كنت تعمل في مكان مختلط بين الرجال والنساء، فستجد أن النساء يتعاملن مع الرجال بشكل ألطف كثيرا من تعاملهن مع بعضهن البعض، مع أن المنطق يجب أن يكون عكس ذلك، وإذا ذهبت لقضاء مصلحة ما من دائرة حكومية، وطلبت استفسارا ما من الموظفة المسؤولة، فستقدم لك توضيحا أو تفسيرا لكل ما طلبته بطيب خاطر، أما إذا طلبت امرأة من نفس هذه الموظفة تقديم مساعدة أو توضيح أمر، فستقول لها: انتظري دورك، أو ستقول لها بعد أن تتفحصها من رأسها إلى قدميها: أنت مش شايفة الشغل اللي في إيدي.. انتظري لما أخلص!!

وعندما سألت زميلة عن مدى صحة هذا الادعاء قالت لي، إن الزميلات الموجودات معنا دائما ما يشعرن بالانقباض عندما يعلمن أن زميلة جديدة ستنضم للعمل، وذلك بصرف النظر عن أخلاق أو شخصية هذه الزميلة، أو قدرتها المهنية، وغالبا ما تبدأ الألاعيب والمقالب ضد الزميلة الجديدة لتحطيم أعصابها وإصابتها بالإحباط، حتى لاتقوم لها قائمة في العمل، فبدلا من أن تركز في عملها لإثبات قدراتها المهنية، تجد نفسها مطالبة ببذل كل الجهد للدفاع عن نفسها أمام ضربات زميلاتها المتلاحقة!!

واسترسلت الزميلة تضيف: عندما كنت طالبة كنت أسكن مع زميلاتي الطالبات في منزل قريب من الجامعة، لا أستطيع أن أحكي عن حجم المعاناة التي كنت أعانيها خلال تلك الفترة، فالبنات لايتركن صغيرة ولا كبيرة إلا وصنعن منها مشكلة، سواء بالسيطرة على ريموت التليفزيون، أو التحكم في نور الغرفة، أو الدخول للحمام، أو الاستئثار بالهاتف (لم يكن الموبايل قد ظهر)، أو رفع صوت الراديو أو المسجل، وغير ذلك من الأمور الأكثر تفاهة، وباختصار فقد ترسخت لدي قناعة – والكلام للزميلة – أن البنات لا يستطيعن العيش في جماعة أبدا في سلام، وذلك بعكس الشباب الذين أعرف أنهم يقضون أحلى أوقاتهم في العيش معا.

وللحديث بقية

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x