Uncategorized

أخلاق رمضان!

اعتقد أن أي إنسان عاقل يسعى أن يكون إنسانا جذابا ومحبوبا بين الناس الذين يعرفهم ويعيش معهم، ولأن كل هدف يحب أن يدركه الإنسان يجب أن يبذل فيه الجهد والعرق حتى يصل إليه، فإن هذه الأمنية الغالية لا ينالها إلا صاحب فضائل وخصائص تؤهله لنيلها.

وقد يعتقد البعض أن نيل محبة الناس تأتي بالكرم، ويعتقد آخرون أن محبتهم قد تأتي من المنزلة والحسب والمنصب، ويذهب آخرون إلى فضائل أخرى متعددة، ومع تسليمنا بافتراض صحة هذه الاحتمالات في بعض الأحيان، إلا أن هذه الفضائل لا تمنح أبدا حب الناس وإعجابهم، ولا ترفع شأن صاحبها ولا منزلته، إلا إذا اقترنت بحسن الخلق، وبمعنى آخر فإن حسن الخلق هو ملك الفضائل، فهو ما كان مع خصلة إلا زانها، وما نزع من خصلة إلا شانها.

وعلى الرغم من أن حسن الخلق هو أفضل الفضائل، إلا أنه أسهل فضيلة يمكن أن يتحلى بها الإنسان، فالكرم والصدق والأمانة والعدل شيم يصعب على البعض التحلي بها، إلا أن حسن الخلق لا يكلف الناس الكثير، فمجرد معاملة الناس بوجه مبتسم الملامح بشوش، يعطينا مزيدا من النقاط لكسب حبهم وارتياحهم، واستعدادهم لتقبل رأينا وعدم تشبثهم برأيهم، ذلك مجرد الابتسامة فقط، أما إذا أحسنا التعامل مع الناس وجاملناهم، وأطبنا قولنا وفعلنا معهم، فذلك شيء آخر تماما.

أما وإنه قد هل علينا الشهر الفضيل، فلنا أن نستشعر هذه الفضيلة، نفعلها بداخلنا أولا، ونشعر بها الناس من حولنا، وقتها فقط سنشعر بحلاوة حسن الخلق.

غير أن أكثر ما يضايقني من أخلاق بعض المسلمين في رمضان، خاصة مع الذين يعملون ويتعايشون مع مسلمين لا يصمون، أو مع غير مسلمين، هو تظاهر بعض الصائمين بالضعف والوهن، والجوع والعطش، طوال اليوم، وانتظارهم وترقبهم لموعد الإفطار، وانتظار انتهاء رمضان بفارغ الصبر، سواء بقصد أو بغير قصد، وكأنهم يصومون رغما عنهم، وبعيدا عن فضائل رمضان التي لا يعرفها هؤلاء، فيجب عليهم ألا يظهروا هذه المشاعر، بل عليهم استشعار حلاوة الصيام ومغزاه، وإخبار الناس بها، وتشجيع من لا يصوم على الصيام والفوز بفضائله.

أيضا ما يأخذه عنا الغير، هو عدم تحلى الصائمين بحسن الخلق في رمضان، فتجد بعض الأشخاص يتعاملون بشكل فظ مع الناس، بحجة أنهم صائمون وغير متحكمين في أعصابهم وتصرفاتهم، وهذا بالطبع يسئ للإسلام قبل أن يسئ لهؤلاء الأشخاص أنفسهم.

ومن الأمور التي تسئ للمسلمين في رمضان هو التكاسل عن أداء العمل وتعطيله وعدم القيام به بالشكل الأكمل بحجة الصيام وعدم القدرة على العمل، وهو تناقض كبير بين هذه المزاعم وبين كل الشواهد التاريخية لأمجاد المسلمين في رمضان، وكذلك الأبحاث الطبية التي أثبتت غير ذلك.

يجب أن نكون على قدر الأمانة التي حملناها ونحن نستقبل شهر العبادة والصوم، شهر الخلق والعمل، يجب أن نكون سفراء حقيقيين للإسلام، ولن يكون ذلك إلا بحسن الخلق.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x