حوارات

وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

رفضي للتطبيع ليس عاطفيًا أو مزاجيًا ولكنه يأتي من خلال سياسة حاكمة

علق وزير الثقافة فاروق حسني على ما يثار على الساحة المصرية مؤخرا من جدل حول الحجاب، وما تردد عن صراعات داخل الحزب الوطني الحاكم، وقال أن هدفها الوزير شخصيا، وهو الذى يقضى في منصبه 20 عاما ولايزال، وهو ما كان دافعا للاستفسار منه عن سر بقائه فى منصبه طوال هذه المدة. ولم يتوقف الحديث عند هذا الحد، بل تعداه الى مظاهر الجدل الاخرى التي تدور حول الوزير فاروق حسنى ودخوله فى معارك وجدله مع معارضيه، مما دفعه الى التأكيد بأنه ليس مشاكسا ولا يفتعل المعارك، الا انه قال انه يرحب بهذه المعارك، وانه ينتصر فيها.

ومن القضايا التي طرحت نفسها على مائدة الحوار مع من يلقب فى الحكومة المصرية بعميد الوزراء، لاحتكاره لبعض المناصب القيادية فى وزارة الثقافة، وهو ما اعتبره حسنى صناعة للرؤية، وليس صناعة للقرار، كما يعتقد البعض.

كما كان محور تمثيل التيار الاسلامي فى عضوية لجان المجلس الاعلى للثقافة غالبا على أحد محاور الحوار، وبالقدر نفسه، حاولنا فهم علاقة الوزير – الذي أكد فى حديثه على انه فنان وليس سياسيا – بالتيار الديني، الى غيرها من القضايا الجدلية، التي تفرض نفسها على الساحة الثقافية المصرية من وقت لآخر، وفيما يلى تفاصيل الحوار..

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 2 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

* كيف تنظرون الى طبيعة العلاقات الثقافية بين قطر ومصر، وتقييمك لها من مختلف جوانبها؟

– في رأيي ان الثقافة أرضية خصبة للعلاقة بين الشعوب والدول، وهذه العلاقة ان لم يكن اساسها ارضية ثقافية، فتأكد تماما انها ارضية متقطعة، وايضا غير مستمرة، فالثقافة هي سياسة الشعوب.

وعندما اقول ان الثقافة عندما تتعامل مع الشعوب، فإنها الارضية التي ترسم عليها السياسة العامة وكذلك الاقتصاد، ومن هنا فان الاتصال الثقافي بين الشعوب هو الأساس، وعلى أساس هذا الاتصال تدير قيادات الدول سياساتها، فالاقتصاد مبنى على جوانب تجارية، والسياسة تقوم على رؤية، والشيء الوحيد الذي يجمعهما هو الثقافة. ولذلك، فان الثقافة تقرب كثيرا وتفرق كثيرا ايضا، وكما انها تعنى استمرار التلاقي في الوقت الذي تكون فيه السياسة ذات تقلب دائم.

بهذه المقدمة انطلق الى التأكيد على ان العلاقات الثقافية بين قطر ومصر تتعمق، حيث بدأنا ننظر الى التفاعل الثقافي بين الدولتين.

واتمنى ان تصبح العلاقة بين قطر ومصر فى الثقافة تحديدا على مستوى أكبر بكثير للغاية وأعمق وأشمل، وان يكون هناك برنامج مستمر، بحيث يتم تطبيقه فى توقيتات زمنية محددة.

ومن هنا اقترح ان يكون بين قطر ومصر ورقة عمل ثقافية فيما يتعلق بتبادل الخبرات والرؤى والتعامل مع المكتبات، وكيفية التفاعل بين المراكز المشتركة، وكذلك تبادل الرؤى فى التعامل مع القضايا الثقافية المتعددة، وكذلك تفعيل الدور الثقافي فى التعامل مع الجماهير.

 تفعيل التعاون

* كيف يتم تفعيل التعاون الثقافي بين قطر ومصر، على النحو الذى تتحدثون عنه؟

– ادعو المسؤولين عن الثقافة فى قطر لان يقام بيننا لقاء لكي يتم هذا التفعيل، وفى اعتقادي فان ثقافة مصر فى قطر تلقى ترحيبا كبيرا، ونتمنى ان نرى ثقافة قطر فى مصر.

وكوزير لثقافة مصر انا مطالب بان اقدم كل الثقافات لأبناء مصر، وبالمثل فانا مطالب بان اقدم ثقافة قطر فى مصر، ولاشك ان هناك بعض المشاركات القطرية سواء فى المسرح التجريبي او بعض الفعاليات المرتبطة بالفن التشكيلي، لكن دعوتي تتركز فى ان النشاط الثقافي ينبغي ان يكون اكثر من ذلك بكثير، خصوصا ان هناك نية واصرارا وتصورا من دولة قطر فى ان تدخل فى هذا المجال وبقوة، خاصة ان هناك مؤسسات قطرية رائدة تقوم عليها حرم سمو الامير الشيخة موزة، بالإضافة الى ان قطر تتمتع بخطة متحفية على مستوى رفيع جدا، نراها فى المتحف الإسلامي، وآخر للفنون التشكيلية، كما هو منتظر.

واعتقد انه ستكون هناك تباعا متاحف قطرية جديدة سيكون لها تأثير فى المنطقة العربية ومنطقة الخليج العربية، وكما اذكر دائما ان الثقافة هى تاج البلاد، فهى قوام الفكر والابداع، وهى التى تتمثل فيها قيمة الدول ككل، وهو ما تعمل به قطر.

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 3 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

عمق الثقافة العربية

* وفى هذا السياق، كيف تنظرون الى ملامح الحياة الثقافية فى قطر؟

– أرى ان ارهاصات قوية بدأت فى الظهور بدولة قطر على المستوى الثقافي، ولمست بنفسي المقتنيات المتحفية الموجودة فى قطر وذلك بما ينم عن اهتمام شديد من دولة قطر بهذا المجال.

وذلك كله بالإضافة الى النهضة الحضارية التى نراها فى قطر، والتي تنعكس عليها الثقافة القطرية بشكل كبير، ولقد انبهرت كثيرا بافتتاح وختام دورة الالعاب الاسيوية، التى استضافتها اخيرا.

وانا كمواطن مصري مهموم بالثقافة انظر الى الدول العربية، وقطر تحديدا على ان لى شخصيا علاقات حميمة، بدولة قطر، واتمنى ان تكون من الدول المتقدمة فى مختلف المجالات، خاصة ان هناك العديد من الشواهد التي تؤهل قطر لذلك.

* وهل هناك فعاليات مرتقبة بين مصر وقطر فى المجالات الثقافية خلال الفترة المقبلة؟

– كما ذكرت فأنني اتمنى ان تقام بين قطر ومصر مذكرة تفاهم ثقافية ووقتها يمكن ان يقال ان هناك فعاليات ثقافية، جادة بين الدولتين فى هذا المجال.

ومن جانبها، فان مصر تملك بنية ثقافية كبيرة في دور الفن والثقافة، وهى تضع كل خبراتها فى هذا المجال للتعاون مع قطر، بغرض تعزيز وتفعيل التعاون الثقافي فى مجالاته كافة.

المتاحف القطرية

* معالي الوزير، أنتم عضو فى هيئة المتاحف القطرية، فما هي الخطط والتوجهات القائمة للنهوض بمتاحف قطر؟

– الواضح من اهتمام دولة قطر وقيادتها بالمتاحف، انها ترغب في ان تكون المتاحف من العلامات المميزة التي يتضح فيها دور الدولة، متحف قطر للفن الإسلامي سيتم افتتاحه في أواخر العام الجاري، وما يضمه من مقتنيات ضخمة جدا ونادرة من الفن الإسلامي على مختلف العصور الاسلامية، وان يكون افتتاحه على مستوى دولي كبير للغاية، باعتباره سيكون واحدا من أهم المتاحف في منطقة الخليج.

هذا المستوى المتميز للمتاحف فى قطر، يجعلها تضع نفسها على خطى المتاحف العالمية، بجانب ما تملكه قطر من 6 الى 7 آلاف عمل فنى من اعمال الفنانين العرب، يؤكد انها اول دولة عربية تجمع الفن العربي، دون ان تقتصر على الفن القطري.

ومن هنا فان متحف الفن الحديث فى الدوحة يجمع اهم مشاهير العالم العربي من الفنانين التشكيليين، وهذا امر مهم للغاية، يؤكد ثراء الثقافة القطرية ويدعمها ولذلك ولأهمية هذا الفنون فانه ينتظر ان يقام لها متحف متخصص ايضا.

وما اريد قوله فى هذا السياق، ان قطر جعلت من مثل هذه المتاحف قواما للثقافة القطرية، كما انه من المنتظر ان تقام مكتبة ضخمة جدا فى قطر، يمكن ان تتبعها ايضا مكتبات اخرى متنوعة.

وحسبما اعلم، فان هناك اتجاها فى قطر لإقامة مركز ثقافي كبير لاستقبال الثقافة العربية والعالمية من كل مناحي الحياة، ومتاحف قطر يمكن تساهم فى استقبال معارض رسمية، فهناك قاعات عرض بالمتاحف المنتظرة، بجانب قاعات العرض السيارة. واعتقد ان قطر ستجد استجابات ايجابية من دول عديدة لعرض اعمالها وكنوزها فى متاحف قطر، الامر الذي يعكس عمق الثقافة القطرية وتراثها فى مختلف مجالاتها.

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 4 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

الموقف من السافرات

* معالي الوزير.. إذا انتقلنا الى محور آخر، يرتبط بما اثير مؤخرا على الساحة المصرية عامة، وهو ما يرتبط بالحجاب فى تقديركم، لماذا يكون الحديث عن المحجبات، ولا يكون الحديث عن السافرات؟ ويوجه الحديث الى المحجبة: أيتها المحجبة اتركي حجابك، ولا يقال أيتها السافرة تحجبي؟

– انا بالطبع لست داعية اسلاميا، ولكن اود القول متسائلا: كيف يتم اختزال الدين والايمان والتعمق والتصوف فى الملابس، فلن يُسأل أحد ماذا تلبس، وعادة الاغراءات تكون موجودة ولو عن طريق الهاتف، واحيانا تفعل بعض النساء امورا خطيرة بالهاتف رغم كل المسافات البعيدة والشاسعة، التى لا ترى فيها بالطبع الصورة.

وهنا اتساءل ايضا.. هل لم نجد شيئا نتحدث فيه سوى عن الحجاب فى عالمنا العربي الذى اصبحنا نعيش فيه عالة على العالم المتقدم، وتقدمهم فى مختلف العلوم مثل الطب، الفلك، العلوم الاجتماعية، العلوم البحتة، الرياضيات، ثم نفكر نحن بتفكير آخر، دونما التفكير فى المستقبل.

وكيف لنا ان نفكر فى الماضي، دون ان نفكر فى المستقبل، فالإنسان خلق لكى يعمر هذه الارض ، ولكى يفكر، اما الحساب والآخرة فهذا امر آخر، فقد انتهى عصر الانبياء، وللآسف رأينا اناسا يتحدثون فى الدين وكأنه ليس هناك غيرهم، وهذه خطورة كبيرة للغاية.

* هل تعتقد هنا ان هناك سلطة دينية مفروضة على المجتمعات العربية، يمكن ان تدفع بها مثلا الى التراجع؟

– انا أرى الآتي: ضرورة ان تتم تصفية كل هذه الآراء فى آراء علمية معترف بها من كل الاطراف، لأنه لا جدال في ان للدين علماً، بدليل انه كان فى الماضي يتم منح شهادة العالمية من الأزهر، ولكن ليس كل من تخرج من الازهر هو عالم دين.

وانا على سبيل المثال خريج كلية الفنون الجميلة، وليس بالضرورة ان كل من تخرج فى كلية الفنون الجميلة هو فنان، ولكن ان يخرج من كل 50 طالب فنان، فهذه كلية غنية.

فوضى الدعوة الاسلامية

* هل يفهم من ذلك انك تدعو الى التخصصية فى هذا الجانب؟

– انا ادعو الى التعمق والتعقل والتخصصية بالفعل، والى ايصال الدين بروحه الجميلة الى الناس، وليس بكل البطش الذي نراه، الذى يمارسه بعض الدعاة الكثيرين للغاية، سواء كانوا كبارا او صغارا يعملون فى الدعوة الاسلامية.

وذلك كله رغم ان للدعوة الاسلامية ناسها وفقهائها وعلماءها، وعندما نأخذ منهم الرأي والشورى والنصيحة، فإنها تكون عن تجربة وعن علم وايمان حقيقي، وعندها ننظر الى الدين والقرآن الكريم والرسول ’’صلى الله عليه وسلم’’ بشكل رائع وليس بالشكل الحالي.

ولقد مرت علينا عصور، قرابة 14 قرنا بالطبع ورغم ذلك نفكر اليوم بشكل أكثر رجعية، مما كانت عليه الرجعية قبل 14 قرنا مضت، فمن اعطى السلطة لهؤلاء ان يتحدثوا بهذه الطريقة.

* هل تود القول بان حقل الدعوة الاسلامية أصبح طريقا لكل من هب ودب؟

– هذا واضح بالفعل، وتفضل لرؤية القنوات الفضائية، حيث بدا لكل شيء مقاييسه، فوجدنا المطالبة بارتداء الحجاب ذات طول معين وان يكون غطاء الرأس بشكل معين، ولا يفهم من ذلك ان لى موقفا من الحجاب اطلاقا، فانا ليس لى موقف منه ولست ضده فى الوقت نفسه، وان كنت ضد الحجاب الموجه.

وتفسيري لذلك، اننا حينما نجبر الطفلة على ارتداء الحجاب، فإننا نكون بذلك قد اثرنا على مستقبلها الاجتماعي، حيث نكون بذلك قد حفزناها قبل الاوان، فالطفولة ينبغي ان يكون لها معنى ومغزى فى الوقت نفسه، ولكن الفتاة الكبيرة من حقها ان تفعل ما تريد، ولكن ايضا لا يكون ذلك موجها سياسيا.

واليوم، نجد الممثلات اللاتي أصبحن داعيات، متى تعلمن الدعوة، فهل تستطيع واحدة منهن قراءة القرآن الكريم عن طريق الحفظ كاملا، وهل واحدة منهن تستطيع الحديث عن تاريخ الاسلام، رغم ان هناك دعاة حقيقيين يقضون حياتهم كلها فى دراسة الفقه الإسلامي، ليفكروا بعدها فى اعتلاء المنابر.

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 5 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

اعتزال الفنانات

* وهل تعتقدون بذلك أن اعتزال الممثلات وحجابهن جاء بدوافع أخرى؟

– ليس لى دخل بتحديد الدوافع، فنحن لا نتحدث عن النوايا، واذا كانت كل واحدة منهن مؤمنة بما فعلته ام لا، ولكن لا ينبغي ان تفرض فكرها على الآخرين، فلو اعتزلت فلها ذلك وعلينا النظر الى ’’رابعة العدوية ’’، وتوجهها الى داخلها وربها من خلال تصوفها.

ولكن كون ان يقود كل شخص رسالة، فان هذه الرسالة تكون رخيصة للغاية، فالرسالة لها قوامها وظروفها وسموها، ولا ينبغي ان تكون فى المطلق.

* ولكن معالي الوزير، أين دور الأزهر فى هذا الجانب فى ظل حالة الاندفاع الرهيبة التي تتحدث عنها؟

– ليست هناك قوانين لإلزام أحد بالحديث، وآخرين بعدم الحديث.

* ولكن، دور الأزهر ينبغي أن يكون ايجابياً؟

– الازهر، جامعة تعمل على تخريج العلماء، وهى جامعة يزيد عمرها على ألف عام، وتقوم بتخريج الدعاة فى الفكر الإسلامي والفقه، ولكن اليوم الجامعة توسعت وأصبحت بها كليات اخرى للطب والعلوم وغيرها، ومن هنا اصبح الأزهر، جامعة علمية اكثر منه جامعة دعوية.

ومن غير شك، فان هناك كليات متخصصة فى امور دينية متعمقة، ولا أرى ان الازهر يمكن ان يوقف هذا او ذاك عن الدعوة.

مرجعية المجتمع

* ولكن، ينبغي ان تكون هناك مرجعية للمجتمع، سواء كانت مرجعية دينية أو علمية ؟

– الازهر، بالفعل لايزال مرجعية دينية وعلمية، ولكن المشكلة تكمن فى ان دعاة اليوم ليسوا جميعهم يتمتعون بشهادة تخرج من جامعة الازهر، فليست هناك قوانين تلزم امثال هؤلاء بعدم الدعوة، او ان يكون الدعاة هم من خريجي الازهر.

* معالي الوزير، يقال ان تعيينكم لسيدة محجبة كمشرفة على مكتبكم لإرضاء التيار الديني، للصمت عما صرحتم به من آراء عن الحجاب؟

– اطلاقا.. المحجبات فى وزارتي موجودات من قبل، ومنذ فترات طويلة.

* ولكن لم يتم تعيين هذه السيدة المحجبة، إلا بعد اثارة أزمة الحجاب بعد تصريحاتكم الصحفية؟

– أبدا.. هذه السيدة هي موظفة تعمل فى وزارة الثقافة وأنا لم أعرفها إلا منذ عام، وقد رصدتها لتأتى الى مكتبى فى يوم من الايام، وذلك لأنها اكفأ موظفة فى الشؤون المالية والادارية، وحصلت على جائزة فى ذلك المجال منذ عام.

وعندما خرج على المعاش المشرف العام على مكتبي، اضطررت الى الاستعانة من داخل الوزارة بأحسن موظفة فى هذا المجال.

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 6 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

صراع الحكومة المصرية

* لوحظ معالي الوزير ان من وقف فى الرأي الآخر لك هم اعضاء من الحزب الوطني الحاكم ووزراء ايضا، فبماذا تفسر ذلك، هل هو تفكك ام عدم انسجام ؟

– اطلاقا.. هى كانت حسبة سياسية خاطئة، فكانوا يفكرون فى سحب البساط من تحت اقدام الاخوان المسلمين، وهنا أرى انها حسبة لم تكن مدروسة، وكانت هذه لافتة للنظر.

* وهل أنت راض ٍ عن هذا التبرير؟

– اطلاقا. . ولم اقتنع به مطلقا.

* البعض يرى ان الموروث الثقافي المصري لم يعد فى موضعه، وان الحديث عن الاهتمام به، والنهوض به لا يخرج عن كونه اهتماما حكوميا، اليس كذلك ؟

– لا أتفق مع هذا الرأي مطلقا، فنحن لدينا العديد من الانجازات والمشروعات التى تحققت على ارض مصر، ويكفى اننا فى مصر ومنذ سنوات قليلة، قمنا بترجمة 1100 كتاب من 27 لغة، بجانب المشاركات الدولية فى جميع الفعاليات، وهو ما يؤكد عرض الثقافة المصرية فى الخارج بجميع دول العالم، بجانب المعارض الاثرية التى تقام من وقت لآخر بدول العالم، فنحن لدينا حاليا ثلاثة معارض اثرية فى الخارج، تطوف فى كل من اليابان وامريكا وفرنسا، وهو ما يعكس ثقافة مصر وتراثها.

واليوم مصر تفتخر بان لديها أقدم دار كتب ليس فى المنطقة العربية وحدها، ولكن فى دول العالم أجمع، حيث أصبحت فخرا للمصريين، بعد ان صارت على مستوى عال، وتمت فيها الاستعانة بأحدث التقنيات.

وبالإضافة لما سبق فان العالم كله يتابعنا ونحن نبنى اكبر متحف فى العالم، وهو المتحف المصري الكبير بطريق القاهرة – الاسكندرية الصحراوي، حيث يقام على مساحة 117 فداناً، بالإضافة الى متحف الحضارة بالفسطاط والذى يعتبر أكبر متاحف الحضارة فى العالم ايضا، بجانب المتاحف الاقليمية والفنية والمتخصصة.

هذا كله يضاف الى المكتبات الثقافية فى كل القرى والنجوع، حتى ان المناطق النائية، وصلت اليها المكتبات الثقافية كل ذلك يؤكد عمق الثقافة المصرية وثراءها، وانا بالقدر الذي تمتد فيه الداخل، تتشعب فيه بالخارج.

* لكن ألا تعتقد أن كل هذه الانشطة تشكل عبئا على ميزانية الدولة المصرية؟

– اؤكد ان وزارة الثقافة فى أي دولة من دول العالم هى من الوزارات المظلومة، لأنه مطلوب منها القيام بدور تثقيفي كبير، يفوق ما يمكن ان يخصص لها من الدعم.

وهذه الحالة قائمة فى مصر، فنحن لا نرهق ميزانية الدولة المصرية، شيئا يذكر، ونعتمد فى تمويل انشطتنا على الجهود الذاتية، واقامة الصناديق، على غرار صندوق التنمية الثقافية.

ومن هنا فإننا ننفق على المشروعات التى تقيمها الوزارة من خلال الميزانيات الذاتية، وهو ما يتم فى انشاء المتحف، الكبير بالطريق الصحراوي والحضارة، بالإضافة الى المكتبات والمراكز الثقافية، والآثار الاسلامية والفرعونية التى يتم ترميمها سواء فى القاهرة الاسلامية او غيرها.

الجدل حول الآثار

* لكن معالي الوزير، من الأمور التي تثير جدلا فى مصر معارض الآثار التى يتم تنظيمها فى الخارج، بجانب تعدد حالات سرقة الآثار، فكيف تواجهون مثل هذه القضايا؟

– المعارض الأثرية التى تقيمها مصر فى الخارج تحقق عائداً كبيراً للغاية، منها ما هو سياسي وإعلامي وما هو أيضا مادى، وبالتالي تقوم بدور دعائى كبير جدا لمصر، وتخرج وفق ضوابط محددة، وبمواصفات رسمية.

أما ما يحدث من ضبطيات اثرية، فإنها كما يبدو ضبطيات وليست مسروقات وما يحدث يسترعى الانتباه لتفسير مساحة مصر، والتى تصل الى مليون كيلومتر مربع، أى تعادل ضعف مساحة فرنسا، والمصريون القدماء عاشوا على امتداد هذه المساحة الكبيرة، ولذلك انتشرت آثارهم.

وما يتم يكون فى شكل تنقيبات غير شرعية وبشكل عشوائى، حيث يتم الحفر تحت اسفل المنازل، ولكن سرعان ما يتم ضبط ما قد يتم العثور عليه.

واؤكد من ناحية اخرى ان متاحفنا المصرية مؤمنة على اعلى مستوى، وبشكل اليكترونى، ووفق احدث التقنيات، ولذلك فانه لا توجد مطلقا اية سرقات من المتاحف او المواقع الاثرية.

رفض التطبيع

* معالي الوزير، منذ 20 عاما تقريبا.. وانتم تحرصون على رفض التطبيع الثقافي مع اسرائيل، فى تقديركم ما هي اسباب استمرار هذا الرفض؟

– السبب الأساسي من وراء ذلك يأتي من خلال رؤية سياسية، دون ان تكون له أية أسباب ثقافية، وهنا لا أتحدث بلغة عاطفية، ولكنني أتحدث من خلال الرؤية السياسية، والتي تؤكد ان التطبيع ورقة كبيرة جدا، ينبغي استثمارها.

وتفسيري لذلك باننا لو دخلنا فى تطبيع ثقافي مع اسرائيل لوجدنا مثقفين اسرائيليين يقومون بالمشاركة فى فعالياتنا الثقافية، وهذا بالطبع مرفوض من جانبا، ولو حدث غير ذلك لأصبحت هناك سوق ثقافية عربية يغرقها الاسرائيليون.

ونحن من جانبنا فى وزارة الثقافة سنظل رافضين للتطبيع، حتى يحصل العرب على حقوقهم كاملة، وتنصاع اسرائيل الى القرارات الدولية بالانسحاب من الأراضي العربية التى تحتلها.

وعموما، فان التطبيع منه الاقتصادي، ورقة ضغط هائلة جدا يمكن للعرب استثمارها للضغط على اسرائيل لتنفيذ مطالبنا العربية العادلة، والذى لو تحقق لأصبح هناك اغراقا للسوق الاقتصادية العربية، واذا تخلى العرب عن ذلك فعليهم ان يتحملوا تبعاته.

* لكن يقال سيادة الوزير، ان قرار رفض التطبيع الثقافي، يأتي لرفض المثقفين له، فضلا عن ضغوطهم عليكم، لعدم الاقدام على هذه الخطوة؟

– هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فرفضي للتطبيع ليس عاطفيا أو مزاجيا، ولكنه يأتي من خلال سياسة حاكمة، وفى هذا السياق، فإنني لم أتعرض لضغوط من جانب المثقفين او غيرهم لرفض التطبيع، خاصة وإنني واحد من المثقفين وخادم لهم.

ولا يعنى رفضي هذا انني امارس دورا ديكتاتوريا فى وزارتي، ولكن سياستي تقوم على ديمقراطية الثقافة، بمعنى انني أعطى للجميع حرية اتخاذ القرار، فمنذ ان توليت الوزارة وانا اعمل على تفعيل لجان المجلس الاعلى للثقافة، والتي تصل من 22 الى 24 لجنة فى مختلف الجوانب الثقافية، وتضم كل لجنة منها 20 عضوا، يناقشون جميعا كافة القضايا بمنتهى حرياتهم، بعيدا عن اية املاءات.

واذكر انني عندما توليت الوزارة، رأيت ان لجان المجلس غير مفعلة، ولذلك قمت بتفعيلها، بالإضافة الى الدفع بلجان اخرى جديدة.

* وهل التيار الدينى يمثل فى مثل هذه اللجان؟

– جميع المثقفين من مختلف الاتجاهات والتيارات ممثلون فى هذه اللجان، وعندي صحيفة ’’القاهرة’’ التي تصدر عن الوزارة، يكتب فيها المفكر الإسلامي د. محمد عمارة وبجانبه السيد يسين، وكذلك د. محمد السيد سعيد وغيرهم ، فليس لدى تصنيف للمثقفين، والقول بان هذا يميني أو وسطى أو يسارى، فكلهم مثقفون لمصر، ولذلك فإنني لا اعترض على عضوية احد منهم، فعضوية لجان المجلس ليست حكرا على احد.

ضياء السعيد، فاروق حسني، وزير الثقافة المصري 7 وزير الثقافة فاروق حسني: متى تعلمت الممثلات المعتزلات الدين حتى يصبحن داعيات؟!

 احتكار المناصب

* لكنك معالي الوزير تترأس المجلس الاعلى للثقافة، بجانب رئاستك ايضا المجلس الاعلى للآثار، بجانب رئاستك العديد من اللجان الاخرى، الا يساهم ذلك فى احتكارك صدور القرار؟

– ارفض بالطبع هذا الرأي، لأنني وان كنت رئيسا للمجلس الاعلى للثقافة ورئيسا ايضا للمجلس الاعلى للآثار، فإنني لست صانعا للقرار فى هذين المجلسين او غيرهما، ولكنني صانعا للرؤية، وهذه الرؤية تأتى من خلال ممارسة مطلقة للعمل الثقافي، الذى اعمل فيه بدور الهاوي.

ومن هنا فإننى اتعامل مع المنصب بهواية مطلقة، واذكر اننى منذ صغرى وانا احب القراءة، وفى الوقت نفسه اعشق الفن، واحب الآثار لدراستي لها فى كلية الفنون الجميلة، وكل هذه ظلت هوايات معى بعد تخرجي فى الجامعة بل وجاءت معى الى الوزارة، وقبلها مناطق العمل التى عملت فيها قبل قدومى للوزارة سواء فى روما او باريس .

ومن خلال صناعة الرؤية فى الوزارة، اعطى الحرية الكاملة لجميع مسئولي الوزارة فمثلا اعطى للامين العام لكل من المجلس الاعلى للثقافة والمجلس الاعلى للآثار صلاحيات الوزير المطلقة، دون اى حجر على قراراته او آرائه.

* ولكن مع كل التقدير للمثقفين، إلا ان البعض يستشعر انهم يعيشون فى برج عاجى، يعزفون فيه عن المشاركة فى قضايا المجتمع. فما ردكم؟

– اسمح لى بالاختلاف مع هذا الرأي، فإن كل فنان له همومه ومعه بالطبع المبدعون، والكل يعبر عن همومه بطريقته، فاذا كان الفنان يعبر عنها بالرسم، فإن المبدع يعبر عنها بالقصة او الشعر، وذلك من خلال حالة إنعاش خاصة، وليس بالضرورة ان نطالب المبدعين والفنانين بأن يزيدوا همومهم هموما اخرى.

ومن هنا، فإن المبدع هو المبدع، وليس كبقية الناس، ولذلك ينبغي الاشارة الى ضرورة التفريق بين المثقف (بكسر القاف) والمثقف (بفتح القاف)، فالأول هو أكثر تثقيفا من الآخر، وهو الذى يقود المجتمع الى الثقافة، اما الآخر فهو حامل الراية.

وعموما، فإن المبدع ينبغي ان يكون مبادرا ومثابرا فى الوقت نفسه وعلى المجتمع ان يلحق به.

* ولكن، ينبغي ان يكون هؤلاء المبدعون جزءا من المجتمع، لمناقشة واقعه وهمومه، أليس كذلك؟

– هنا اؤكد أن من أراد أن يقود المجتمع فعليه ذلك، ومن اراد هو ان يقوده المجتمع فعليه ذلك ايضا، ولكن ليس بالضرورة إلزام المبدعين بالدخول فى هموم المجتمع، وهذا لا ينبغي بالطبع، ان المبدعين جزء من المجتمع، ولكن من المهم ألا يفرض عليهم المجتمع همومه.

جدل الوزير

* البعض ينظر اليكم معالي الوزير على انكم تشكلون ظاهرة جدلية ومشاكسة فى الوقت نفسه، من خلال المعارك التى تخوضونها ضد معارضيكم فيما يتعلق بمشروعات الوزارة التى تقبل عليها، فما تعليقكم؟

– فى الحقيقة انا لست ظاهرة جدلية او مشاكسة فى الوقت نفسه، فأنا الذي تتم مشاكسته، كما اننى دائما لا اسعى الى المعارك التي تأتينا او اننى الذي اسعى الى خوضها.

ولكن مع ذلك اذا جاءتني المعارك، فأهلا بها، والجميع يعلم اننى اذا خضت معركة فأنا المنتصر فيها، وذلك لقناعتي الشديدة بالرؤية التى اضعها على الساحة، فانا لا اعمل لشخص، فوزارة الثقافة ليست لعائلتي، فانا اعمل لصالح هذا الوطن (مصر).

وقد يبدو للبعض اننى حالة جدلية، وهنا اؤكد انه لم يكن هناك تحريك للحالة الاجتماعية من خلال الافكار والثقافة، فإن العمل لن يكون فاعلا، فالاصل فى الثقافة التنوع والتضاد، ودائما الآخر هو الذى يأتى بالمعركة ضد كل من يحاول ان يأتى بالجديد.

ودائما المعارك التى جاءتني لم انسحب منها، فأخوضها لمصلحة وطني، بل واتحمس للرؤية التى اطرحها، واعمل جاهدا على تنفيذها، وهنا من حق المجتمع محاسبتي، فانا اولا واخيرا مسؤول عن تثقيف المجتمع، ونشر الثقافة بين افراده، ولذلك اسعى الى فتح افكار جديدة امامه، بعيدا عن الافكار المكررة والقديمة.

* ولكن قد تصطدم هذه الافكار مع ثوابت المجتمع وتقاليده او ضوابطه؟

– كما ذكرت انا حريص على المجتمع فاذا كنت واحدا من المثقفين وخادما لهم، فانا ايضا خادم للمجتمع، الذي يتطلب منى ان أرتقى به ثقافيا.

وبطبعي ارفض سياسة التخويف والمزايدة على الآخرين، ومن ثم فلا أحب ان يفرضها عليّ احد، فالوطنية ليست حكرا على احد، فانا اعمل كما ذكرت فى منصبي بهواية واخلاص وغيره على مجتمع بلادي.

منصب الوزير

* معالى الوزير، توليكم وزارة الثقافة المصرية لنحو 20 عاما، أمر يطرح العديد من التساؤلات، فما تفسيركم للاستمرار فى هذا المنصب طوال هذه المدة؟

– انا فى الاساس رسام، وهذه حياتي، وهذا ما سوف يكون وسيظل، ودائما الفنان يكون صادقا مع نفسه، وهذا بالطبع شيء رائع أستشعره عن نفسي، خاصة اننى حققت العديد من الانجازات والانشطة التي اعتز بها، وتضيف بالطبع الى رصيدي كوزير والى رصيد المجتمع الثقافي.

ومن هنا، فإنني اتعامل مع منصبي بروح الفنان الصادق، الذي يخلص فى عمله، غير عابئ بتضاد الآخرين، مادامت الرؤية ثاقبة، وأسعى من خلالها الى الابتكار وتحقيق التصنيع الثقافي لمصر، وتحويل اقتصاديات مصر الى اقتصاديات ثقافية، ولذلك فإن المشاركة فى الفعاليات المختلفة بدول العالم اذا كانت مطلوبة، فإنها ليست كل الرؤية الثقافية.

وذلك لأن الرؤية ينبغي ان تكون ثاقبة وشاملة، ولذلك فهناك مشاركات عديدة لمصر فى جميع الانشطة والفعاليات الثقافية الخارجية، فوجودي فى منصبي يضع على مسئولية جسيمة، فى ان نضع كافة الارث الثقافي لمصر فى اطاره الصحيح، خاصة اننى اخدم ثقافة بلادي، انطلاقا من ان مصر دولة للثقافة، فنحن لا نعتمد على التكنولوجيا او الصناعات الثقيلة، ولكننا نعتمد على أرث ثقافى طويل وممتد.

وهذه ’’دولة الثقافة’’ تحمل تاريخا وبصمات وابداعاً، الامر الذى يجعل مصر غنية بثقافتها، ومن هنا فلا ارى دولة اغنى من مصر ثقافيا، وهو ما يضع أمامي مهمة شاقة وعسيرة، اتعامل معها بمنطق الهواية كما ذكرت، فأنا محترف فن، ولا اتعامل مع منصبي بمنطق محترف السياسة.

وهنا اؤكد ان عدم احترافي للسياسة كان وراء استمراري فى منصبي طوال هذه المدة، واذكر ان الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الاسبق، عندما عرض علىّ منصب الوزارة قبل 20 عاما، ورفضت فى البداية، إلا انه قال لى وقتها انه منصب لن يزيد على عامين او ثلاثة ’’، ويومها صدقته بالفعل، ولم أكن أدرك ان المنصب يمكن ان يصل الى هذه المدة.

* ولكن يقال إنك مدعوم من الرئيس، ولذلك استمررت فى موقعك طوال هذه السنوات؟

– وانا اتساءل بدوري، ما المانع فى ان اكون مدعوما من الرئيس، ثم ينبغي ان يكون التساؤل ايضا: هل انا مكسب للدولة ام لا ؟ ولا شك ان الإنجازات وما تحقق فى الوزارة على مدى السنوات الماضية يؤكد انني لو كنت خسارة للدولة، لأقالتني او استغنت عنى الحكومات المتعاقبة من سنوات سابقة.

وانا لست مدعوماً من الدولة عاطفيا، ولكنى فقط مدعوم لنشاطي وعملي بالدرجة الاولى، وانا إذا كان لدى وكيل وزارة متميز او موظف على مستوى عال من المهنية، فلماذا لا ادعمه، ولذلك من المنطقي ان يكون صاحب المشروعات والانجازات مدعوما، بل وان نكون نحن وتكون الدولة جميعنا داعمين له.

الموقف من التيار الديني

* ماذا عن صحة ما يتردد عن وجود خلافات بينكم وبين التيار الاسلامي؟

– يجب ان ننظر الى التيار الإسلامي وما يقوله والى اين يسير، فالإسلام هو قانون الجميع فأنا لست ضده، وانا مسلم ومؤمن ومتصوف داخليا وارفض ان يملي علي احد تصوراته وافكاره.

وإذا كان التيار الديني يعرف الاسلام فقط فانا اعرف الاسلام وكافة الامور التى تجاوره وخاصة العلوم والفنون فأنا افكر فى مجمل الامور ولا اقف عند جزئية بعينها.

* وامام هذا الثراء الثقافي فى مصر اين تضعون الحالة الثقافية العربية على الساحة حاليا والحراك الثقافي فى وطننا العربي؟

– الحراك الثقافي العربي يأخذ فى منحاه طابعا أدبيا أكثر منه تعرضا فى باقى الامور وهذه كانت مأساتي عندما أتيت الى وزارة الثقافة المصرية، عندما اردت تحريك كل قضايا الشأن الثقافي.

ووقتها كان الاعلام فى مصر كتاباً واصحاب فكر، باستثناء بعض الفنانين الكبار، وكان الابطال فى الفنون الاخرى ليسوا على مستوى الاداء.

ومن هنا فإننا فى العالم العربي ننظر الى ان من يتحدث اللغة أيا كان موقعه، قد لا تكون لديه بلاغة الافكار، وهناك الكثيرون لا يعتمدون على هذه الاخيرة حتى أصبح ذلك تراثا كبيرا توارثته الاجيال العربية.

كما كنا نجد فى العالم العربي كاتب يكتب عن الآخر حتى أصبح ذلك هو الحقل الثقافي العربي الوحيد، وجميع من يكتبون كانوا يكتبون عن غيرهم، ولكن لم يكن هناك ناقدا متمرس فى الفنون المختلفة.

وعندما جئت الى وزارة الثقافة المصرية ولاحظت كل ذلك، فكان كل همي ان تكون الثقافة القائمة هى ثقافة الشمول والعموم.

 

* شارك في إجراء الحوار: الزميل أ. طه عبد الرحمن.

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x