في أول حوار له بعد تقديم أوراق اعتماده لسمو أمير البلاد المفدى، سفيرا لجمهورية مصر العربية، خص به الشرق، أعرب السفير المصري عبد العزيز داود عن سعادته من المعاملة الكريمة التي يلقاها أبناء الجالية المصرية في قطر، ووصف الجالية المصرية بالمميزة والايجابية، ومؤكدا انه وزملاؤه في السفارة أتوا من القاهرة للعمل على خدمة ورعاية كافة المصريين العاملين في قطر، وتذليل أى مشكلات أو عوائق قد تواجههم..
– في البداية، كيف وجدتم الجالية المصرية في قطر؟
= الحمد لله، الجالية المصرية نموذج مشرف للجاليات الموجودة على أرض قطر، وعددها في تزايد مستمر، وهذا دليل على متانة وتنامي العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهنا لا انسي ان اشكر الحكومة القطرية والشعب القطري على الاستضافة الكريمة لأبناء الجالية المصرية، وقد لمست بنفسي خلال الفترة القصيرة التي قضيتها هنا المعاملة الكريمة التي يلقاها المقيم المصري، وهذا يدل على كرم المواطن القطري وحسن أخلاقه، كما لمست من سمو الأمير شخصيا والسادة الوزراء الذين تفضلت بمقابلتهم حتى الآن، كل التقدير والتقييم الايجابي لدور الجالية المصرية وأداءها المميز، وطبعا نحن نشكرهم على هذا التقييم، ونعدهم ببذل المزيد من الجهد، وان نكون عند حسن الظن دائما، خلال وجودنا وعملنا بينهم ان شاء الله.
ولا أنسى هنا، ان أشيد بالعلاقات المصرية القطرية، والتى استطيع أن أصفها بالممتازة، حيث تربط فخامة الرئيس مبارك وسمو الشيخ حمد علاقات صداقة وأخوة ممتازة، ويشهد على ذلك الزيارات الودية المتواصلة بينهم من جهة، والزيارات التشاورية المستمرة بين السادة الوزراء من جهة أخرى، الأمر الذى يجعلنا مطمئنين ان هذه العلاقات سترتقي وتتقدم ان شاء الله في كافة المجالات، وهذا من أهدافي الرئيسية كسفير، جئت الى الدوحة لأعمل على تنمية هذه العلاقات من كافة النواحي.
– في ظل هذه الرؤية التي كونتها عن الجالية المصرية، ما هي أولويات عملكم من هذه الرؤية؟
= المواطن المصري من أهم أولويات عملي، حيث ان وزير الخارجية المصري يولى اهتماما كبيرا بالمصريين المقيمين بالخارج، ودائما ما يوجه بتقديم كافة أنواع وأشكال الدعم الممكن لهم، وتذليل أي مشكلات أو عوائق قد تواجههم، وهذا ما ينطبق أيضا على أولويات عمل القنصل والمستشار العمالي، فالمواطن المصري المقيم على هذه الأرض الطيبة، في مقدمة أولوياتنا جميعا، فالجالية بإعدادها وتنوع تخصصات أفرادها، والأماكن المنتشرين فيها، جالية متميزة، وهو ما أعتقد انه يسهل مهمة عملنا في السفارة.
مكتبي مفتوح
ولذلك فأنا أحب ان أقول للمقيم المصري، ان مكتب السفير ومنزله مفتوح لكل ابناء الجالية في أي وقت على مدار الساعة وليس في أوقات العمل الرسمية، كذلك فإننا بدأنا اعادة ترتيب العمل في القسم القنصلي بالسفارة، لإنهاء معاملات الجمهور في أسرع وقت ممكن، وتنظيم عمليات تقديم الأوراق واستلامها، وهو ما اعتقد ان لمسه الذين ترددوا على السفارة خلال الفترة الاخيرة، حيث استحدثنا نظام تسليم المعاملات في نفس اليوم، من خلال زيادة عدد فريق العمل وزيادة منافذ التعامل مع الجمهور، وهذ النظام طبق منذ حوالى شهرين تقريبا، وهو ما لاقى ثناء الكثيرين من افراد الجالية، كما اننا عملنا على تأكيد حسن التعامل، والاحترام واللياقة التامين مع المترددين على القنصلية، ونحن على استعداد لتلقى أي ملاحظات أو شكاوي وسنحقق فيها فورا، كما اننا مستعدين للتفاعل مع أي مقترحات، والرد على أي استفسارات، لتحقيق هدفنا المنشود، وهو خدمة أبناء الجالية.
هناك أيضا خدمات جديدة، ستطبق خلال الفترة القادمة، لتحقيق مزيدا من سهولة تنظيم وتسير العمل، مثل النظام الرقمي للتعامل مع الجمهور، وخدمة تصوير المستندات داخل السفارة.
– في ظل هذه الروح الجديدة التي ظهرت في خطتكم للعمل خلال المرحلة القادمة، كيف ترى القنصلية والمكتب العمالي، وهما الجهتان المنوط بهما التعامل الأكثر مع الجماهير؟
= في الحقيقة، لدينا قنصل ومستشار عمالي ممتازين، ومكتبهما مفتوح طوال الوقت، ويقومان بعملهما على أكمل وجه، لخدمة ابناء الجالية الذين يواجهون أي مشكلات، ودائما ما أنسق معهما لتذليل أي مشكلات، والعمل على حلها مع كل الجهات المحلية، والحقيقة اننا نجد كل تعاون منهم في ذلك.
– سيادة السفير، دعني أصارحك ان الكثير من أبناء الجالية منذ زمن طويل، لا يحبون التعامل أو الذهاب الى السفارة، ويتمنون ألا يحتاجون لأي معاملة، أو يتورطون في مشكلة حتى لا يضطرون للذهاب إليها، وقد تقصيت بنفسي عن أسباب هذا الشعور المتوارث، فوجدته بسبب مواقف سمعية متراكمة، أو مواقف فعلية سيئة متواترة، كعدم التعامل اللائق من قبل موظفي الاستقبال أو موظفي القنصلية، كيف يمكن لكم تغيير هذه الصورة، وهل هناك آلية للقضاء عليها، كتخصيص خط ساخن مثلا أو صندوق لتلقى الشكاوى والتعامل معها؟
= في الحقيقة ان مفهوم عدم تعامل أبناء الجالية مع السفارة، مفهوم خاطئ ومبنى على مواقف قديمة بالية منذ عشرات السنين، ولا يصح ان تبقى هذه الصورة للآن على الإطلاق، وارجو من ابناء الجالية ان يصححوا هذه الصورة بأنفسهم، وذلك من خلال زيارة السفارة، أو التعامل مع القسم القنصلي أو المكتب العمالي، وأنا متأكد من النتيجة مسبقاُ، وأطمئن أبناء الجالية من انهم سيجدوا كل رعاية واحترام داخل سفارتهم، والذي يجب أن يعتبروه بيتهم الأول في دولة قطر، وأؤكد إنني لن أسمح مطلقا وبأي شكل من الأشكال إلا بالتعامل اللائق والرعاية الكاملة لكل المصريين، فنحن تركنا بلادنا وجئنا هنا لنعمل على خدمة المواطن المصري، وليس للتسلط عليه، ودائما ما أقول لزملائي ان رواتبنا التي نتقاضاها ما هي إلا الضرائب التي يدفعها المواطن البسيط، لذلك فأولوية عملنا هي تقديم كل ما نستطيع من جهد وخدمات لهذا المواطن.
بالنسبة لآلية تلقى الشكاوى، فبعيدا عن الخط الساخن وصندوق الشكاوى، فإن مكتبي ومنزلي مفتوحان لأي مصري لديه أي مشكلة، في أي وقت من نهار أو ليل، وينطبق هذا على كل زملائي في السفارة.
مجلس نشيط
– قربت مدة مجلس الجالية على الانتهاء، وعلمي انهم يعملون الآن على التحضير لانتخابات جديدة، كيف رأيت المجلس الحالي، وهل لديكم رؤية ما في ادارة هذه الانتخابات القادمة؟
= لقد حرصت منذ وصلت قطر على التعرف على مجلس الجالية الموجود حاليا، وحضرت بالفعل خلال الفترة القليلة الماضية حفل الإفطار الجماعي، والقافلة الطبية لأبناء الجالية، كما عقدت معهم عدة لقاءات تشاوريه، وبحثنا سبل توطيد التعاون بين السفارة والمجلس لتحقيق أفضل مصلحة للجالية، وفي رأيي ان المجلس مميز ونشيط.
بالفعل المجلس بدأ التحضير للانتخابات، وأنا شخصيا لا أحب التدخل في آلية الانتخابات، وإنما ستتم حسب اللوائح الإدارية الموجودة.
– إذا كنت راض عن أداء المجلس الحالي، فهل تؤيد استمراره لفترة أخرى، أم تفضل دخول دماء جديدة؟
– كل أبناء الجالية سواسية أمامي، لا أفضل أحد عن أحد، أنا مع المجلس الذي ستنتخبه الجالية، وسأتعاون معهم وأساندهم بكل طاقتي.
– البعض يرى ان انتخابات المجلس الماضية شابها بعض المشكلات والتدخلات من قبل السفارة…
= قاطعني السفير قائلا: لن أسمح بحدوث أى تدخلات، وسنقضي على أي مشكلات ان شاء الله، سنعمل على ان تكون انتخابات نزيهة وحرة ومصونة بكافة الضمانات لإنجاحها، هذا مجلس الجالية، ومن حق الجالية ان تختار الاشخاص الذين يريدونهم بأنفسهم، كل ما أرجوه ان يتم هذا الاختيار بنظام ولياقة واحترام.
– هناك عدة مجالس مشكلة داخل السفارة، كمجلس التفكير وغيره، كيف ستتعامل مع هذه المجالس؟
= انا لدى وجهة نظر في هذا الموضوع، فأنا اعتبر ان مجلس الجالية واللجان النوعية التي سيشكلها ويشرف عليها، هي القنوات الرسمية التي سأتعامل معها، وسيتم التنسيق معها على أعلى مستوى، لن توجد لجان خلاف ذلك.
– ملف المدرسة المصرية من أهم الملفات التي تهم معظم أبناء الجالية، ومجلس الادارة هو مجلس تسيير أمور كما تعلمون بعد ان قدم المجلس استقالته منذ الصيف الماضي، والجميع ينتظر تشكيل مجلس جديد بعد أن فرغ صبرهم، ما هي رؤيتكم في تشكيل المجلس الجديد، في ظل وجود أكثر من صيغة لتشكيل مجالس المدرسة المختلفة؟
= المدرسة المصرية من أهم المؤسسات المصرية الموجودة في قطر، ونحن نعتز بما تقوم به من دور بارز لخدمة أبناء الجالية، ولدينا مدير على مستوى عال يقوم على إدارة المدرسة، وسيكون السفير ومجلس الإدارة الجديد ومدير المدرسة، همهم الأول هو تقديم خدمة تعليمية متميزة لأبناء الجالية.
سيتم تشكيل مجلس إدارة جديد سيراعى فيه تمثيل مختلف الاتجاهات، من أبناء الجالية الذي يتمتعون بالكفاءات الإدارية والتربوية العالية، بالإضافة لأولياء الأمور والمدرسين ومدير المدرسة، وسيكون رئيس المجلس بالانتخاب من بين أعضاؤه، حتى يكون جهاز فاعل يستطيع أن يقدم الدعم لمدير المدرسة في مهمته لإنجاح المدرسة، كما إنني أؤيد الإبقاء على مجلسي الأمناء والآباء وعدم إلغاؤهم.
– ومتى سيتم ذلك؟
= خلال الأسابيع القليلة القادمة ان شاء الله.
– تعلمون ان دولة قطر خصصت قطعة أرض كمنحة أميرية لبناء مقر للمدرسة، وقد تم سحب هذا التخصيص ثلاث مرات سابقة بسبب عدم القدرة على البدء في البناء، ووقوع هذا التخصيص داخل إطار بعض المشروعات التطويرية، كيف ستتعاملون مع التخصيص الجديد حال معرفته؟
= أولا نحن على اتصال دائم بالجهات المعنية لإنهاء تخصيص الأرض الجديدة، وأنا أنوي عقد عدة اجتماعات مع مجلس الأمناء ومجلس الإدارة ومجلس الجالية، للتعرف على آرائهم واقتراحاتهم في هذا الموضوع، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لاكتمال الصيغ والقرارات المناسبة للتعامل مع هذا الموضوع.
– هناك بعض الأفكار لإدخال مستثمر لإقامة المشروع، هل هذا ممكن؟
= ولما لا، كل الأفكار ستكون مطروحة للنقاش.
مدرسة القاهرة
– تقدم مدرسة القاهرة خدمة تعليمية لنصف أبناء أعضاء الجالية تقريبا، لا تستطيع الجالية الاستغناء عنها، والبعض يرى ان السفارة غائبة عن القيام بدورها في هذه المدرسة، كيف ترى العلاقة بين السفارة ومدرسة القاهرة؟
= السفارة تعترف تماما بدور مدرسة القاهرة على الساحة التعليمية، فقد استقبلت خلال هذا الأسبوع السيد راجح الدوسري صاحب المدرسة ومديرة المدرسة، وأعربت لهم عن شكري وتقديري للدور الذي تقوم به المدرسة لأبناء الجالية، وان شاء الله سأزور المدرسة اليوم لأشارك في تكريم الطلاب المتفوقين فيها، وتوجيهي دائما للمكتب الثقافي بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم للمدرسة وإدارتها، والتنسيق شبه اليومي معهم للوقوف علي الحالة التعليمية، ومحاولة تذليل أي عقبات فيها، لأن ابناؤنا في مدرسة القاهرة لا يقلون أهمية لدينا عن أبناؤنا في المدرسة المصرية، وكل من يقدم أي خدمات تعليمية أو غيرها للجالية المصرية سندعمه ونشكر له.
– سيادة السفير، هل هناك خدمات جديدة سيتم تقديمها لأبناء الجالية من خلال السفارة قي المرحلة القادمة؟
= اعتقد ان هناك دراسات جدية للحصول على الرقم القومي من خلال السفارات، سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها، أيضا تم الانتهاء من مشروع تقديم تأشيرات الكترونية من السفارات المصرية للراغبين في دخول مصر، وخصصت الاعتمادات لتزويد السفارات بالأجهزة الالكترونية والدعم البشرى اللازم لتطبيقها مطلع العام القادم.
– لدينا في قطر معرض مصري سنوي واحد، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذل لإقامة وإنجاح هذا المعرض، إلا اننا في حاجة للمزيد من هذه المعارض، وأنا أعرف ان لديكم تجربة ثرية من خلال عملكم في دبي، فهل هناك تصور لنقل هذه الخبرات للدوحة، من خلال معارض دائمة أو سنوية أخرى.
= عملي في دبي مثل لي تجربة ثرية، خاصة ان دبي مركز إقليمي للمعرض، وقد لمست ان قطر أصبحت علامة بارزة أيضا في هذا المجال، وأتوقع لها مستقبلا باهرا في القريب العاجل، بالنسبة لمعرض مصر التي في خاطري، فقد بدأنا من الان في التحضير للدورة الجديدة مع الأخ ميسر صديق، ونأمل ان يتم تطوير هذه المعرض في أكثر من مجال ، كما نأمل في فتح المجال أمام معارض أخرى قريبا، خاصة مع زيادة التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين، وذلك لتلبية احتياجات المتوقعة لإبراز وجه الصناعات المصرية وباقي المجالات العقارية والتجارية وغيرها.
تطوير المجلة
– ما هي رؤيتكم القادمة لدور السفارة الثقافي والاجتماعي؟
= المكتب الثقافي بالسفارة له عدة أنشطة ثقافية، كما يصدر مجلة النهر الخالد، وان شاء الله سندعم هذه الأنشطة بالإضافة الى المجلة ونحاول تطويرها لتصبح واجهة مشرفة للسفارة، كما أسعى الآن مع مسؤولي الثقافة في مصر وقطر لإيجاد عدة فعاليات متبادلة على مستوى كبير، سأفصح عنها بعد بلورتها.
– كيف تتعامل يا سيادة السفير مع الموضوعات المنشورة عن مصر والجالية والتي تنشر في الصحف القطرية؟
= انا أتابع باهتمام كل ما ينشر عن مصر والجالية المصرية هنا، ونحن منفتحين ومتجاوبين مع كل ما ينشر، وأبوابنا مفتوحة لكل الاعلامين، وسنمدهم بكل المعلومات والحقائق التي يطلبونها.
– إذا كان هناك كلمة أخيرة، لمن توجهها؟
= في الحقيقة اود ان أشكر الصحافة المحلية بصفة عامة، وصحيفة الشرق بصفة خاصة، على دورها المميز في تغطية نشاطات الجالية، ونتمنى لها المزيد من التوفيق.