مقالات اجتماعية

دموع المرأة..ودموع التماسيح!

أسباب بكاء المرأة متعددة، فإذا فرحت بكت، وإذا حزنت بكت، ومهما عظم الأمر أو تفه تبكي من أجله، فالمرأة يمكن أن تبكي إذا بعثر الهواء تسريحة شعرها، أو إذا انكسر كعب حذائها، وإذا انقطع جوربها بكت، وإذا تأخر عنها الباص أو السيارة بكت، وإذا قال لها أحد كلمة ليست شديدة بكت، وإذا فشلت في تحقيق أمر تريده بكت، وإذا همت امرأة بسفر بكت وهي تودع أهلها، وبكت وهي تستقبلهم مرة أخرى، وتبكي البنت عندما لا تتزوج، فإذا تزوجت بكت ليلة زفافها، وعندما تصبح أما تبكي لتأخر زواج ابنتها، فإذا تزوجت بكت لفراقها، وهكذا دائما حال المرأة، تبحث عن البكاء في كل المواضع، ولأسباب لا يعلمها إلا هي.

ولأن دموع النساء من أقوى أسلحتها، فإنها تستعمل هذا السلاح الفعال في كل مكان وزمان، ومن أهم من تستخدم المرأة معه هذا السلاح هو الرجل، فعندما تستخدم المرأة سلاح البكاء، يخسر الرجل المعركة، فالتاريخ يعترف بأن الرجل يخسر كثيرا عندما تبدأ المرأة في البكاء.

والحقيقة أنني عانيت كثيرا من بكاء النساء، حتى ان مشاعري تبلدت أمام هذا السلاح، في البداية كنت أتأثر كثيرا عندما تتساقط قطرات الدموع من عيني أي امرأة، كان هذا المشهد يهزني ويشل تفكيري، وأجدني أتقهقر وأتخذ مواقف دفاعية وأبدا في تقديم التنازلات حتى يصل الأمر إلى التفريط في حقوقي، كنت أقف متشابك اليدين، منكس الرأس، أتساءل عما فعلته، وعما يجب أن أفعله، وكنت أجد صعوبة كبيرة في فهم سبب هذا البكاء، وكان يتبادر الي ذهني إنها تبكي بسببي، سواء بسبب عمل ما فعلته وجرح مشاعرها، أو بسبب كلمات تفوهت بها وخدشت أحاسيسها، أو بسبب وعد لها بشيء نسيته، إلا إنني كنت دائما أشعر –وقتها– بالذنب تجاه هذا البكاء، ومع مرور الزمن، وزيادة الوعي والخبرة في أمور النساء، بدأت أفهم شيئا فشيئا طبيعة هذا السلاح وأسراره، وبعدها بات سلاحا فاشلا معي، قلما يؤثر في.

ولكن إذا سلمنا بأن معظم النساء يلجأن الى سلاح البكاء لتحقيق أهدافهن ومطالبهن سواء من آبائهن أو أخواتهن قبل الزواج، ومن أزواجهن بعده، فلا شك أن هناك قليلا من بكائهن له أسباب حقيقية وطبيعية ومنطقية، كأن يقع عليهن ظلم، وهذا وارد بكثرة في مجتمعاتنا الشرقية، أو يتعرضن للضغوط البدنية بسبب العمل وغيره، أو للضغوط النفسية بسبب الزوج وتربية الأبناء، أو لأي سبب آخر، ووقتها قد لا يستطيع المرء منا أن يحدد بدقة حقيقة هذا البكاء، هل هو حقيقي أم مجرد إشهار سلاح؟! ومن ذلك أطلق الناس عبارة “دموع التماسيح” على دموع المرأة، وهي عبارة تطلق على الإنسان غير الصادق فى مشاعره أو الذي يصطنع البكاء في المواقف التي تحتاج البكاء والحزن، تماماً كالتماسيح التي ينزل الدمع بغزارة من عينيها كلما أكلت ومضغت، مع أن المعروف عنها عدم البكاء، وهكذا ضيعت النساء المفتريات حقوق النساء الطيبات.

وللحديث بقية.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x