مقالات اجتماعية

النقاب وعض الأنامل!

عندما حاولت تأمل الخاطرة التي طرحتها في المقال السابق حول الهجمة الشرسة التي يقودها البعض ضد النقاب في مصر، وكيف أن عددا من النساء اللاتي يصفن أنفسهن بالمفكرات والأديبات والمثقفات، واليساريات والمتقدمات والمتحررات، يدلين بدلوهن في قضية فقهية، اختلف فيها كبار العلماء والمشايخ على مدى العصور.

فما أن فتح حوار النقاب في مصر، إلا وخرجن علينا بكل بجاحة وأدلين بدلوهن الغث وأفكارهن الكريهة ، فخرجت كل منهن تهاجم النقاب بشراسة، وخرجن من صلب الموضوع الذي دار من أجله الحوار، وهو منع بعض الرجال والنساء أصحاب النفوس الضعيفة من استغلال شكل النقاب وحالته في تحقيق مآرب أخرى تضر بالمجتمع وأفراده، اتباعا للقاعدة الفقهية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وذلك إذا اعتبرنا أن النقاب عادة وليست عبادة، خرجن بهذا المعنى المقبول من حيث المبدأ، إلى قضية أخرى طالما تغنى بها أعداء الدين وضعيفو النفوس، دخلنها هذه المرة من باب النقاب، فقلن إن النقاب رمز التخلف، وأن النقاب يطمس هوية المرأة، ويحط من كرامتها ويهين إنسانيتها وينتقص شخصيتها ومكانتها، ويغتال عقلها وذاتها، كما أنه يعوقها عن تحصيل المعرفة، وأغلظن القول فقلن النقاب رمز العبودية والاستغلال!!

حتى بدا للقاصي والداني من خلال أفكارهن الفاسدة، والتي انتشرت في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، أن الأزهر يحارب المسلمات المصريات المنقبات، وأن الحكومة المصرية ووزاراتها ومؤسساتها يحاربون النقاب، في الجامعات وغيرها، وإن مصر أصبحت كبعض الدول الغربية التي تضيق على المسلمين والمسلمات وعلى شعائرهم الدينية، وهذا في واقع الأمر عار عن الصحة تماما، على الأقل في هذا الموضع.

والحقيقة لم يهدني تفكيري لتفسير منطقي لهذا الهجوم من هؤلاء الكاتبات وقت كتابة سطور المقال السابق، لكنني اكتشف بعدها أن هناك عاملا مشتركا بين أربع كاتبات أعرفهن من اللاتي كتبن وشاركن في هذا الحوار، هذا العامل المشترك هو التبرج، فلا كاتبة منهن تغطي شعرها، ولا محتشمة الملابس، وقتها فقط قفزت إلى تفكري الآية الكريمة: “ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين” وكذلك الآية: “وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور”، ولأننا لا نجرؤ على اتهام أحد بالكفر، فإن معنى هاتين الآيتين هو مجرد توارد خواطر جال برأسي، مع حال الأشخاص الذين كان يصفهم الله تعالى في كتابه العزيز.

مجرد خاطرة..

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x