مقالات اجتماعية

الاحتياجات النفسية!

رغم قوة الرجل وجبروته وسطوته وقسوته وقدرته على الاعتماد على ذاته، إلا أن الله عز وجل جعله في احتياج دائم للمرأة، وهذا سر من أسرار الحياة.

فبرغم هذه الصفات البدنية والفكرية التي أعطاها الله للرجل وتفوق بها على المرأة، ظل هذا الرجل ينتظر إشباع جوانب أخرى قد يراها أقل أهمية، لكنها في الحقيقة قد تكون هي الأكثر تأثيرا.

وإذا ما تجاوزنا مراحل طفولة وشباب الرجل، والتي لا يستطيع فيها بكل تأكيد الاستغناء عن المرأة المتمثلة في أمه، فإن الرجل بعد الزواج تزداد احتياجاته من المرأة المتمثلة في صورة زوجته، ولكن بشكل مختلف، وبالرغم من أن هذه الحاجات العاطفية قد تبدو بسيطة، إلا أنها ضرورية جدا له، وهي على الجانب الآخر لا تقل أهمية للزوجة أيضا، حيث أن إشباع حاجات الرجل العاطفية يكون لها إشباع عكسي ومردود إيجابي على الطرف الآخر.

وأول ما يحتاجه الزوج من زوجته هو الثقة، فالإحساس بالثقة حاجة أساسية للرجل، فإذا منحت المرأة الثقة لزوجها، بتقدير آرائه وأفعاله والاعتماد عليه في حل مشاكلها، ستفوز بكل تأكيد باهتمامه بها ورعايته لشؤونها وتقديره لمشاعرها وأحاسيسها، وهو ما تحتاجه المرأة بالفعل.

ويحتاج الرجل من زوجته الإعجاب والتقدير، وهما أحساسان لا يستطيع الرجل الاستغناء عنهما، فعندما تظهر الزوجة إعجابها بأخلاق زوجها وقيمه ومبادئه، وطباعه وصفاته، وذكائه وإصراره، وشجاعته وإقدامه، فإنها بلا شك ترضي كبرياءه وغروره، وهو ما يجعله يلبي كل رغباتها، ويشعرها بإنسانيتها وكيانها، يحترمها ويوقرها، حتى يصبح أسيرا لها، لا يفكر إلا فيها، ولا يفعل شيئا يغضبها، وهي أحاسيس لا تستطيع الزوجة الاستغناء عنها.

كما يحتاج الرجل من امرأته التقبل، فالتقبل شعور غريزي غاية في الأهمية، فحيث أنه لا يوجد أحد منا كاملا في صفاته وسماته، فإن التقبل يصبح مطلبا ملحا لكل منا، فإذا منحت المرأة زوجها إحساسها بتقبله على ما هو عليه، بالنظر لمميزاته والتغاضي عن عيوبه ونواقصه، فإنه بلا شك سيبادلها نفس الشعور، ويشعرها بأجمل ما فيها، ويتجاهل ما قد يعتبره صفات ليست بحسنة، الأمر الذي يجعل كلا منهما يرى الآخر في أجمل وأبدع صورة، وهو ما يرسخ لحب قوي صادق قائم على الاحتياج يدوم مع الوقت.

للرجل والمرأة احتياجات عاطفية لا يمكن الاستغناء عنها، قد تختلف هذه الاحتياجات لدى الزوج عن زوجته، وقد تكون هذه الاحتياجات فعلا أو رد فعل، إلا أنه من الهام جدا على كل طرف أن يعطي الآخر احتياجاته الخاصة من هذه العواطف التي يحتاجها بشكل أساسي, وألا يضع شروطا لإعطاء هذه الاحتياجات، وألا يربط بين احتياجاته هو واحتياجات الطرف الأخر.

اعتقد أن من أهم أسباب عدم الانسجام والتفاهم العاطفي بين الزوجين, هو عدم تقديرنا لاحتياجات كل منا.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x