مقالات اجتماعية

إدارة الخلافات الزوجية!

لا أعتقد أن هناك بيتا يخلو من المشكلات الزوجية، فالخلافات بين الزوجين أمر طبيعي قد تدلل على صحة الحياة الزوجية وحيويتها، خاصة في بداية عمر الزواج، لكنها في نفس الوقت قد تكون ناقوس خطر، ينذر باقتراب كارثة قد تؤدي إلى انهيار الأسرة وانفصال الزوجين.

ولأن الخلافات أمر لا مفر منه، ولا يمكن لأي أحد منع حدوثها، فإن إدارة الخلافات والتعامل معها هو الأمر الأكثر أهمية من الخلاف ذاته، إلا أن ذلك يتطلب ذكاء من الزوجين في إدارة صراع الاختلاف، وتحويل اتجاهه من دائرة الصراع واختلاف وجهات النظر، إلى دائرة الحب والاحترام، والرغبة في الإصلاح، كما أن المهارات الاجتماعية وضبط الانفعالات النفسية، لهما أكبر الأثر في تحقيق نجاحات باهرة، والوصول إلى بر الأمان.

ومن الطبيعي أن يشعر الأزواج ببعض المنعطفات المنغصة للحياة من وقت إلى آخر، عندما يختلفان في وجهات النظر، أو تواجههما مشكلة عصية على الحل، لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يصبح إحساس أحد الزوجين أنه وصل إلى مرحلة اليأس والوصول لنقطة اللا عودة، عندها يشعر هذا الطرف أنه مقهور من قبل شريكه، وهذا الإحساس هو نقطة التحول الخطيرة في الحياة الزوجية.

على سبيل المثال، إذا تأخر الزوج عن موعد مع زوجته، فإن حوارا تبدأه الزوجة مع نفسها، تتسارع فيه المشاعر السلبية وتتنامى، حتى يصل الغضب إلى ذروته، ويبدأ في التمكن منها والسيطرة عليها، وبالتالي فإن ردود فعل سلبية لابد أنها ستحدث نتيجة التعبير عن التفاعلات النفسية التي حدثت داخل نفس الزوجة، والتي يكون لها، بلا أدني شك، آثار سيئة على نسيج العلاقة بين الزوجين، ولو أن هذه الزوجة عطلت هذه الأفكار السلبية أثناء مرورها بفترة الانتظار العصيبة وطردتها من نطاق تفكيرها، واستبدلت هذه المشاعر الحاقدة على زوجها نتيجة تأخره عليها وتجاهله لها، بمشاعر عاطفية فحواها الاهتمام والخوف وإيجاد الأعذار حتى تتبين الحقيقة، لكان رد الفعل مغايرا تماما للحالة الأولى، وبكل تأكيد فإن هذا المثال ينطبق أيضا على الزوج.

كما أن التفكير خلال هذه اللحظات العصيبة، في الصفات التي يتحلى بها الطرف الآخر، والتي طالما أدخلت السعادة والحب على الحياة الزوجية، وكم التضحيات التي يقدمها من أجل إسعاد شريك حياته، حتى لو كان ذلك على حساب سعادته هو، له أكبر الأثر في فتح باب المصالحة والوصول إلى صيغة إيجابية لإنهاء المشكلة.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x