كل وعام وأنتم بخير..
عام هجرى طوى صفحاته ومضى.. وها نحن نستقبل عام جدبد.
أتمنى من الله عز وجل ان يجعل عامنا الجديد عاماً سعيدا علينا جميعاً، وألا تنقضي أيامه إلا وكل منا حقق أمانيه الخيرة، له ولمن حوله.
أما أنا فأتمنى كما يتمنى الكثيرون غيري، أن ينتشر السلام في العالم، وأن تحتل أمتنا المكانة التي تليق بها بين الدول، بقوتها، وعزتها، وتقدمها.
أتمنى تتوحد أمتنا الإسلامية والعربية، وأن نصبح جميعاً شعب واحد، ينبض بقلب واحد، يفرحه ما يفرح الجميع، ويألمه ما يؤلمهم.
أتمنى أن تنقشع السحابة السوداء من فوق رؤوس اخواننا العراقيون، ومن فوق رؤوسنا نحن أيضاً، وأن تنتهي هذه الغمة على خير، فلسنا في حاجة الى المزيد من التشرذم والانقسام، إذا قامت علينا الحرب.
أتمنى أن تجد القضية الفلسطينية بصيص من الأمل، نحو حل يقلل من الضغوط المميتة التى تمارس على اخواننا المقيمين على أرضنا الفلسطينية هناك، تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وبمباركة العالم الذي يصف نفسه بالحر.
أتمنى ان تدب الحياة مرة أخرى في جسد أمتنا المتمارض، وأن نصبح أمة قوية، ذات سيادة حقيقية، تجعل كلمتها مسموعة بين الدول، وبقوتها تكون لها يد عليا في القرارات التي تمسنا، وتمس أمور شعوبنا، وديننا.
إن الكثير من المسلمين يحتفلون بذكرى الهجرة في كل سنة، ولكن للأسف الشديد القليل جداً منهم الذي يعرف الحكمة التي انطوت عليها حادثة الهجرة، فأتمنى ونحن نطوي عام هجري مضى، ونستقبل عام جديد، أن نتدبر هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن نستخلص منها المعان والدروس، فألذى يظن أن الهجرة كحدث له معان قد انتهى أمره ومضى، هو مخطئ بالتأكيد، إن الهجرة باقية لم تنتهي بعد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه ابوداود. وعن عبد الله بن عمير، أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أفضل الهجرة؟ قال: (من هجر ما حرم الله).
فالهجرة الآن هى هجرة من ترك الصلاة ونام عنها، هي هجرة التقاعس عن العمل، هي هجرة السرقة والرشوة والفساد، وهي هجرة الكذب والغيبة والنميمة، هي هجرة أصدقاء السوء الذين يصدون الإنسان عن سلوك طريق الالتزام في كل المجالات.
وباختصار لابد من الهجرة من كل ما يغضب الله، إلى كل ما يرضي الله، ومن كل معصية يبغضها الله، إلى كل طاعة يحبها الله، هذا هو المعنى الحقيقى للهجرة.
اللهم اجعل عامنا القادم عام الخير، لنا جميعاً، ولإخواننا محبي السلام في كل مكان.
فكل عام وأنتم بخير.