بوصول السفير المصري الجديد السيد عبد العزيز داود للدوحة، اكتمل – من وجهة نظري – المثلث القيادي الجديد، والذي سيقود مصالح الجالية المصرية في قطر خلال المرحلة القادمة، فقد سبقه للالتحاق بالسفارة السيد علاء كمستشار عمالي، ولحق به السيد زياد أبو غزالة كقنصل للسفارة.
ولأنني بطبعي متفائل، كما ولأنه من حقي كمصري مقيم في الدوحة أن أتفاعل مع الأحداث من حولي، فإنني أرى أن هناك رياح طيبة تهب علينا من الدفنة، أتمنى أن ينعم بها كل مصري يعيش على هذه الأرض الطيبة.
وحيث أنني تعرفت على المستشار زياد والمستشار علاء، ووجدت فيهما نماذج مشرفة للمسئول الشاب، المملوء بالحماس وحب العمل، والغيور على مصالح أعضاء الجالية من حوله، كما سمعت عن المستشار علاء من كثير من أعضاء الجالية الذين يتصلون بي في الجريدة، وكيف إنه يفعل كل ما باستطاعته لحل وتذليل المشكلات والعقبات التي تواجههم؛ قادني فضولي لمعرفة المزيد من المعلومات عن السفير الجديد، وبالفعل تحدثت مع أكثر من زميل صحفي في دبي في هذا الموضوع، حتى كونت وجهة نظر أولية في شخص السفير، وهى التي دعتني للتفاؤل الذي تحدثت عنه في البداية.
أما أنا، فأتمنى ونحن في بداية عهد جديد للسفارة، ان يوفق السفير الجديد في أن يجعل السفارة المصرية بيتا لكل المصريين الذين يعيشون في قطر، فعلا لا قولا، وأن يزيل حاجز الخوف والرهبة وفقدان الثقة، الموجود في قلوب معظم المصريين تجاه سفارتهم، والمعروف أسبابه للجميع، وألا يسمح للمنتفعين والمنافقين بضرب سياج حديدي من حوله، للحفاظ على مصالحهم وأغراضهم الخاصة.
وعلى ذلك فكلنا يترقب كيف سيكون السفير الجديد، هل سيلتف حوله نفس من كان يلتفون حول السفير السابق، وهم بالطبع معروفون بالاسم، والكل يعرف ماذا كانوا يهمسون له، وماذا كانوا يريدون منه، وما هي مصالحهم ونواياهم، وهل سيتخذهم بعد فترة مستشاريه المقربين، يرى بأعينهم ويسمع بآذانهم، وبكل تأكيد، نتمنى ألا يحدث ذلك مرة أخرى..
أيضا كلنا نترقب، كيف سيتعامل سيادة السفير مع الملفات الكثيرة المفتوحة والمعلقة والشائكة، التي تشغل بال الجالية المصرية، ولعل أهم هذه الملفات، والذي يهم أكثر من ألف أسرة مصرية، هو ملف المدرسة المصرية للغات، وكل ما أتمناه على السفير داود أن يسمو بشخصه ومنصبه، وألا يستمع لأصحاب المصالح والأغراض الشخصية، ويولي نفسه مديرا عاما للمدرسة، كما فعلها من قبل السفير خيرت ومن سبقه، فوصلنا لما نحن فيه الآن.
كلنا أمل يا سيادة السفير بالله ثم بك، كلنا أمل أن تصلح ما أفسده المفسدون، وأن تقود دفة الجالية المصرية في الدوحة للأفضل، وأفضل دعاء ندعوه لك، أن يبعد عنك البطانة الفاسدة، هؤلاء الرجال الذين يوصلون معلومات ملفقة ومعلومات لا تتحرى الدقة بين التهوين والتهويل، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر) صدق الله العظيم.