دعا السفير المصري السيد عبد العزيز داود أعضاء مجلس الجالية الجديد لحفل استقبال، حيث دار حوار هادئ حول أفكار وطموحات المجلس خلال المرحلة القادمة، طرح فيها أعضاء المجلس عددا من الموضوعات والأفكار التي ستتبلور في برنامج المجلس الذي سيعلنه خلال الأيام القليلة القادمة.
والحقيقة أننى أعجبت بالأفكار والمشروعات التي طرحها أعضاء المجلس الجدد، والذين أحسبهم على قدر كبير من العقلانية والفطنة والحماسة في نفس الوقت، وهو ما يبشر السامع أن هناك مرحلة جديدة من العمل التطوعي العام الجاد، سيشعر به أبناء الجالية المصرية خلال الفترة القادمة.
ولأن الأعمال لا تنجز بالأقوال فقط، ولا بالنيات الحسنة وحدها تصلح الأمور، فكل ما أرجوه على المجلس الجديد أن يضع خطوط واضحة لبرنامج العمل الطموح الذى بصدد اعتماده، ووضع أولويات أعماله، وتشكيل لجان متعددة تضم كل أبناء الجالية الذين يرغبون في ممارسة العمل العام، لتشمل هذه اللجان كافة طوائف وأنشطة الجالية، على اختلاف مهنهم ومستواهم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، حتى يشعر كل فرد من أفراد الجالية، انه هو شخصيا المستهدف الأول من خدمات وأنشطة المجلس، ولن يتأتي هذا إلا بالأفكار الجديدة، الغير تقليدية، وبفكر العقول الخلاقة والمبتكرة والمبادرة.
ولا أخفى سعادتي بما قاله بعض أعضاء المجلس عن دور الصحافة، وما يمكن ان تقدمه في مسيرة المجلس، سواء بالدعم الإعلامي المباشر، أو بالنقد البناء، حيث أعربوا عن قناعتهم بالجو الديمقراطي الذي يفرزه الرأي والرأي الآخر، وقيمته في إثراء العمل العام وتطويره والنهوض بنتائجه، على إنني أتمنى أن يكون هذا الكلام نابع من قناعات شخصية، وليس فلاشات للنشر وتحسين صورة المجلس الجديد، عموما حقيقة هذا الكلام ستنكشف لنا خلال الأيام القادمة مع أول محك حقيقي.
كل المطلوب هو إخلاص النيات، وتخصيص أوقات العمل، والحفاظ على الحماس الموجود حاليا، بالإضافة إلى التحلي بالصبر وسعة الصدر واستيعاب الآخر بكل اختلافاته ومشاكله، وهي أساسيات وأبجديات العمل العام، وإلا.. سنجد المجلس الجديد تحول الى مثل سابقه، بدأوا بداية قوية وحماسية تلاشت مع الوقت، ولم نرى من أعضاء المجلس كله إلا عضوين أو ثلاثة على أكثر تقدير، هم الذين يتكلمون ويعملون، ويفعلون كل شيء، فكانت النتيجة أن ظهرت الجالية بشكل عام بمستوى أقل من حجم الطموحات.
كلنا سنقف خلف مجلس الجالية الجديد، نباركه ونساعده وندعمه، طالما بقي على العهد الذى قطعه أعضاؤه على أنفسهم، وطالما شعرنا بأعمالهم وأنشطتهم وانجازاتهم، لكن هذه الصورة ستختلف بالتأكيد إذا حدث العكس، وقتها فقط سنضطر الى تغيير موقفنا والوقوف أمامه.
ولا يفوتني هنا أن أحيى رجلا قدم من وقته وجهده الكثير خلال وجوده في مجلس الجالية السابق، حتى انه لم ينقطع حتى هذا الوقت عن خدمة أبناء الجالية، بالرغم من خروجه من المجلس الجديد، هذا الرجل أعطى من جهده لأعضاء الجالية بلا حساب، فكسب حبهم وتعاطفهم واحترامهم، وضرب مثالا للتضحية من أجل الآخرين، ونموذجا لصفات رجل العمل العام، هذا هو المهندس حسام جابر نائب رئيس الجالية السابق.
وبالرغم من أن علاقتي بهذا الرجل ليست بالعلاقة بالوطيدة، إلا أننى أجد نفسي مضطرا للوقوف أمامه وتقديم خالص التحية والاحترام باسمي وباسم الكثير من أبناء الجالية، الذين يحفظون حول أعناقهم جميل أعماله وخدماته، نفعه الله بها وجعلها في ميزان حسناته، وأكثر الله من أمثاله.