إذا كانت السياحة واحدة من أهم صناعات العالم الرئيسية في الوقت الحاضر، وإذا فاقت معدلات نمو السياحة معدلات نمو الزراعة والصناعة، وإذا تجاوزت أهمية السياحة كل الصناعات التمويلية التقليدية والخدمات من حيث المبيعات والعمالة وجلب العملات الصعبة، عدا تصدير البترول وتجارة السلاح، وإذا حطمت ايرادات السياحة العالمية الناتج المحلي الإجمالي لأي من دول العالم عدا الولايات المتحدة واليابان.
إذا كان ذلك كلام أهل السياحة فنحن لنا كلام آخر..
هل يعقل أن تبادر بعض الحكومات العربية بوضع خطط لاستقطاب السياح الإسرائيليين؟! وهل يتصور أن تحاول بعض وزارات السياحة العربية استبدال السياحة الأوروبية بالسياحة الإسرائيلية، بل وتوافق تزامنا مع الاجتياحات البربرية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية على استثمارات سياحية جديدة يفوق رأسمالها 10 مليارات ريال يشارك فيها رجال أعمال إسرائيليون يحملون جنسيات دول أوروبية؟!
هل يدري المواطن العربي أن إحدى سفارات الدول العربية تدخلت لتقسيم حصص سياحية إسرائيلية، بعد ما بلغ الصراع على هذه الوفود من وكالات السياحة في هذا البلد أشده !!.. هل يدري المواطن العربي حجم السياحة الإسرائيلية في بعض الدول العربية مثل مصر والأردن والمغرب واليمن وغيرها، وهل يعلم أن السياحة الإسرائيلية إلى إحدى هذه الدول، تأتي في الترتيب الثالث، حيث يبلغ عددهم حوالي 420 ألف سائح في العام !!
الحقيقة أن تهافت بعض وزارات السياحة العربية للحصول على جزء مميز من كعكة السياحة الإسرائيلية، أمر يدعو للدهشة والخزي في أن واحد، يدعو للدهشة كون المسؤولين العرب ودعاة التطبيع، يتناسون أن كل سائح إسرائيلي يحاولون استقطابه، هو جندي قتل عربياً أو حاول، أو أخ لجندي أو أب أو ابن أو مؤيد لذلك على أقل تقدير..
وإن شئنا أن نذهب إلى أبعد من ذلك، نقول هل يدري مخططو هذه السياسات التطبيعية عواقب هذا الخيار، هل وضعوا قائمة بأخطار الغزو السياحي الإسرائيلي العواصم ومدن البلدان العربية والإسلامية؟
السياحة في لسان العرب تنقل من مكان لمكان، واكتشاف حضارات وثقافات أخرى والسياحة في لسان اسرائيل غزو فكري وغزو استخباراتي وإدمان، ونقل أمراض قاتلة كالايدز وغيره.
هل تساوي الليالي السياحية التي يقضيها الصهاينة في بلاد المسلمين هل تساوي كل هذه المخاطر؟
من المسؤول إذن.. ومن سيدفع الثمن ؟؟
دعوة للتأمل:
قال تعالى في سورة التوبة: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذيهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) الآية: 55.