حوارات

عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

العالم العربي مقبل على اضطرابات كبيرة سيكون لها تداعيات خطيرة وهناك خط أحمر لا يجب أن تتعداه

أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ان قطر قامت بدور مهم جدا في تحقيق المصالحة اللبنانية وأشاد بتدخل سمو أمير البلاد المفدى في اللحظات الدقيقة من الحوار بين الفرقاء اللبنانيين لتحقيق هذه المصالحة.

وقال في حوار شامل ان اتفاق المصالحة نجح في وقف الاجراءات الكثيرة التى كانت تعوق حياة اللبنانيين، وانهاء الصراع العلني بين الفرقاء وعدم الاعتراف بالآخر مؤكدا ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الدوحة جاء ليبقى وانه ليس مؤقتا أو يتعامل مع مرحلة معينة.

واشار موسى إلى ان ما تم من خطوات على الأرض يبرهن على نجاح الاتفاق خاصة بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان واختيار رئيس الحكومة وبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مستبعدا ان تقوم أية أطراف عربية أو قوى خارجية بعرقلة هذا الاتفاق.

واضاف ان أهم ضمانة لتنفيذ اتفاق الدوحة هى احترام كافة الاطراف لالتزاماتها بالاضافة إلى تأثير الرأى العام اللبناني والعربي والعالمي الذي يرفض رفضا قاطعا العودة إلى مرحلة الصدام.. متسائلا لماذا تحاول أى قوة اغراق السفينة التى بدأت في الابحار خاصة وان الاوضاع في لبنان بدأت تعود إلى طبيعتها.

وأشار إلى ان اتفاق الدوحة اعطانا الأمل في امكانية نجاح الدول العربية في حل الأزمات العربية الاخرى مؤكدا ان الاتفاق اعطى الجامعة العربية الكثير من المصداقية واعطى للعمل العربي تنسيقا غير مسبوق.. وذكر ان الجامعة العربية تلقت اتصالات كثيرة بعد التوصل للمصالحة اللبنانية من كافة الاطراف المنخرطة في صراعات لتسوية صراعاتها بطريقة مماثلة.

ودعا موسى إلى معالجة الاضطراب في العلاقات العربية- العربية والقضاء على أزمة عدم الثقة بين الدول العربية مشيرا إلى ان العلاقات العربية لا ينبغى بحال من الاحوال ان تنزل عن خط معين.

وأشار إلى ان العلاقات السورية السعودية وازالة الشوائب التى تحول دون دفعها للأمام موضوعة على اجندة الجامعة فيما يتعلق بالعلاقات العربية.

وطالب بضرورة رفع الحصار عن سكان غزة وتزويدهم باحتياجاتهم من الغذاء والوقود وغيرها مؤكدا ضرورة ان يكون هناك موقف عربي حاسم ازاء الممارسات الإسرائيلية.

وقال ان المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تحقق تقدما بسبب عدم التعاون من جانب إسرائيل مؤكدا ان الصراع العربي الإسرائيلي لن ينتهي إلا اذا تم معالجة القضية الفلسطينية.

واضاف موسى إذا انتهى عام 2008 دون قيام الدولة الفلسطينية ودون تحقيق تقدم في مفاوضات السلام فإن الدول العربية مطالبة بأن تتحمل مسئولياتها وان تكون على مستوى الحدث وعلى مستوى التحدى مستبعدا سحب المبادرة العربية للسلام لأنها تمثل طرحا عربيا لا يمكن التخلى عنه.

وأكد ان سوريا لديها أرض محتلة ومن حقها التفاوض مع إسرائيل من أجل استرداد أراضيها ولا ينبغى ان تلام على ذلك.

وانتقد الأصوات التى تروج لغياب العرب عن الساحة العراقية وقال ان الجامعة العربية بذلت جهودا كبيرة لتحقيق المصالحة منذ بداية الاحتلال الامريكي لكن هناك اصابع تعبث وتحول دون تحقيق المصالحة رغم اننا نجحنا في التوصل إلى اتفاق كان من الممكن ان يدفع بالعراق إلى نقلة نوعية وإلى مرحلة مختلفة.. مشيرا إلى استعداد الجامعة لعقد مؤتمر آخر لتحقيق المصالحة في العراق خاصة بعد أدارك العراقيين ان السياسة الطائفية لن تنجح أبدا.

واوضح ان اختطاف العراق من الحاضنة العربية دونه خطوط حمراء كثيرة ولا يمكن السماح بهذا مؤكدا ان من يحاول ذلك فكأنه يحرث في البحر ويتسبب في اضطراب كبير في المنطقة.

وطالب بحوار عربي إيراني لحل مشكلات الجانبين سواء على مستوى جماعي أو ثنائي انطلاقا من كون إيران دولة شقيقة للعرب وليست على عداء معهم معترفا بوجود خلافات أو علامات استفهام لدى كل جانب تجاه الآخر.

وأكد موسى ان الجامعة العربية أولت القضايا العربية الأخرى اهتماما أكبر من اهتمامها بلبنان لكن المانشيتات الصحفية ووسائل الاعلام العربية لا توليها نفس القدر الذي اولته للمشكلة اللبنانية مشيرا إلى ان الجامعة قامت بجهود كبيرة في السودان خاصة بالنسبة لازمة دارفور وكذلك في الصومال لتسوية الصراع والاوضاع المتفجرة هناك.

وقال انه غير راض عن دور الجامعة العربية لكننا نجحنا في تحديد الكثير من الانجازات بالامكانات المتوافرة لدينا.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20082 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

* معالى الأمين العام نبدأ حوارنا بسؤال عن اتفاق الدوحة وما نتج عنه من مصالحة بين الفرقاء اللبنانيين، كيف يرى معاليكم الخطوات التنفيذية التي بدأت بالفعل على أرض الواقع وهل هى خطوات عملية بالفعل أم هى مجرد مرحلة؟

** في الواقع هى خطوات عملية وخطوات أساسية وليست مجرد خطوات مؤقتة للتعامل مع المرحلة الحالية فانتخاب رئيس الجمهورية لمدة ست سنوات واختيار رئيس الوزراء والحكومة حكومة الوحدة الوطنية لفترة معروفة تنتهي بالانتخابات القادمة وبتحديد نسب للأقلية والأغلبية. وأيضا توقف الإجراءات الكثيرة التى كانت تعوق حياة اللبنانيين انتهت وان الصراع العلني وعدم الأعتراف بالآخر كل هذا تطور وتغير وربما يكون انتهى والاتفاق الذى تم في الدوحة هو اتفاق تم التوصل إليه ليبقى وليس لمجرد مرحلة معينة.

* إذن هل أنتم راضون عن الخطوات التنفيذية التي تجرى حاليا في لبنان؟

** حتى الآن انا راض عما حدث لأن انتخاب الرئيس واختيار رئيس الحكومة والمشاورات التي تجرى لتشكيل الحكومة وتوزيع المناصب مع الوزراء اعتقد أن كل ذلك تم خلال فترة قصيرة.

القوى الخارجية

* البعض يراهن على تدخل جهات خارجية وعرقلة ما يتم اتخاذه الآن فهل هناك مبررات لهذا التخوف؟

** دائما هناك من يراهنون على العكس لكننا نراهن على النجاح والتقدم والتهدئة والخطوات الأساسية التي بنيت عليها المبادرة العربية أي انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وهذه الأمور تسير في طريقها واختيار الحكومة ونرجوا ألا تتعرض أي من القوى الخارجية لما يتم وأنا متأكد أن القوى العربية لن تعرقل ونرجو كذلك ألا تعرقل القوى الخارجية تنفيذ ما يجرى على أرض الواقع في لبنان.

* هل نفهم من ذلك أنه يمكن أن تحدث عرقلة من أطراف غير عربية؟

** لا أعتقد أنه ستحدث عرقلة من جانب أي قوى خارجية واعتقد أن كل القوى ستترك الأمور تسير في مسارها الطبيعي سواء كانت قوى إقليمية أو خارجية أو عربية.

الدور القطري

* ما هو تقييمكم للدور الذي قامت به قطر في تحقيق المصالحة اللبنانية؟

** دور قطر مهم جدا، ولا يمكن أغفاله في إنجاح هذه اللحظات التاريخية، كما أن اللحظات الدقيقة التي تدخل فيها سمو الأمير كانت بمثابة الإنقاذ لتحقيق المصالحة.

* حدثنا عن هذه اللحظات الحرجة أو الدقيقة خلال الحوار الذي جرى وحتى التوصل إلى المصالحة؟

** اللحظات الحرجة تكررت أكثر من مرة، حينما وصلت الأطراف إلى موقف مطلق أو إلى تبني مواقف متعارضة والاعتقاد في تلك اللحظة أنها مواقف نهائية وهنا يبرز تدخل سمو الأمير مع الأطراف أو مع الدول التي لها تأثير على هذه الأطراف أو بعضها.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20084 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

* يقال إنه خلال المفاوضات كانت هناك مكالمات خارجية تأتي إلى الوفود المشاركة ما مدى صحة ذلك؟

** لم أكن أراقب المكالمات لكنني لا أستبعد ذلك.

ضمانات النجاح

* ما هى الضمانات التي يمكن أن تعطي هذا الاتفاق الاستمرارية؟ وهل هناك ضمانات قدمت بالفعل؟

** أهم الضمانات التزام الأطراف وأهم الضمانات التفكير والترتيب للأحسن فمثلا قلنا اضمنوا انتخاب الرئيس وانتخب الرئيس وقلنا اضمنوا تكليف رئيس وتشكيل حكومة وهذا يتم بالفعل فالضمان هو في احترام الطرفين وفي قوة تأثير الرأى العام اللبناني الذي يرفض رفضا قاطعا العودة إلى مرحلة الصدام واعتقد أن أى ضعف أو تراجع إلى الوراء سيكون مراقبا بشدة من الرأى العام اللبناني ومن الرأى العام العربي والعالمي، والسؤال لماذا تغرق اي قوة السفنية التي بدأت في الإبحار خاصة وأن لبنان بدأ يعود إلى طبيعته وهذه ضمانة كبيرة جدا بالإضافة إلى ان هناك ضمانات اخرى ممثلة في الجامعة العربية ومبادرتها ونحن على اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة وقد اتصل بي بالفعل بجانب أطراف أخرى في المنظمة الدولية وهم يعلمون بكل الخطوات التي أدت بالأمم المتحدة الى ان ترفع يدها رغم انها كانت على وشك إصدار قرار في الأزمة اللبنانية لكننا طلبنا منها عدم السير في هذا الطريق وان يتركوا الجامعة العربية تتصرف وهذا قبل أو عشية انعقاد المجلس الوزاري الذي شكل لجنة لحل الأزمة والتي بدأت عملها وصولا إلى الوضع الذي نحن عليه الآن.

اتفاق الدوحة مؤشر إيجابي

* معالي الأمين العام أشرتم في كلمتكم عقب توقيع اتفاق المصالحة الى ان هذا الاتفاق سيكون مؤشرا إيجابيا لإمكانية نجاح الدول العربية في حل أي ازمات عربية هل باعتقادكم أن هذا الاتفاق يعتبر أملا وفتحا لحل الأزمات العربية الأخرى؟

** بدون شك هذا صحيح ويعتبر الاتفاق ورقة أو معلما على الطريق خاصة وان هناك قوى كثيرة حاولت ان تلعب دورا لكن الأزمة لم تجد طريقها الى الحل الا عندما تم الاتفاق بين العرب، وهو حل عربي وفي إطار الجامعة العربية الأمر الذي أعطي فعلا للجامعة العربية الكثير من المصداقية وأعطى للعمل العربي المشترك الذي يجتمع فيه كل العرب من المحيط الى الخليج تنسيقا غير مسبوق، وهذه النتيجة تجعلنا نقول أن العرب عندما يجتمعون ويعملون سويا دون ان تكون هناك محاولات للتعويق أو الاعتراض أو المزايدة فإنهم يصلون الى نتيجة وهذا هو ما نريد أن نطبقه في حياتنا.

اللجنة الوزارية

* ماذا عن اللجنة الوزارية العربية؟ وهل نجحت في حل الأزمة؟

** اللجنة أدت دورها وإذا حدث شيء او احتاج الأمر الى نوع من التدخل فإن اللجنة موجودة لكنها أدت دورها.

* هل هذه اللجنة ستظل بحالة انعقاد لحل أزمات أخرى؟ أم سيتم تشكيل لجان أخرى لحل تلك الأزمات؟

** كل حالة لها ظروفها ولابد ان مجلس الوزراء يشكل ويعطي التفويض لكل حالة بعينها.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20085 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

دعوات لتدخل قطر والجامعة

* معالي الأمين العام هناك دعوات خرجت سواء عربية أو فلسطينية بعد نجاح المصالحة اللبنانية الى ان تأخذ الجامعة وان تأخذ قطر ايضا المبادرة لحل هذه المشكلات هل هذا مطروح؟

** ولما لا ولكن في كل حالة سنعود فيها الى مجلس الوزراء لنرى كيف نتصرف وتحديد الطريق الذي نتخذه ومن الذي يتم تكليفه وهكذا فالجامعة العربية يجب أن تبدأ في هذا وسوف نبدأ في هذا.

* هل تلقيتم أي اتصالات في هذا الشأن؟

** تلقينا اتصالات كثيرة من كافة الأطراف المنخرطة في مشاكل من القرن الإفريقي إلى العراق.

* هل تنظر الجامعة الآن في تلك الطلبات بالفعل؟

** ليس بعد لكن المجلس الوزاري سيجتمع قريبا للنظر في مشاكل الوطن العربي بصفة عامة.

فتح وحماس

* هناك من يرى أن الأزمة اللبنانية التي حلت تعتبر بداية لحل أزمات أخرى في الوطن العربي هل بالفعل يمكن أن يتم حل مشكلة الصراع بين فتح وحماس مثلا؟

** هناك مساع للحل تبذلها أطراف عديدة وبالذات للحالة الفلسطينية والجامعة العربية تقوم بجهود في هذا الصدد وهي قامت بالفعل ولابد في مرحلة قريبة ان نجتمع من أجل ان نقرر كيف نسير في هذا الطريق.

العلاقات العربية-العربية

* ماذا عن العلاقات العربية – العربية خاصة وان هناك حالة من التوتر بين عدد من الدول العربية كيف تنظرون إلى هذه الحالة واستمراريتها؟

** انظر إلى هذه الحالة كأزمة رئيسية في العالم العربي فالأزمة الرئيسية هى حالة عدم الثقة وحالة الاضطراب في العلاقات العربية – العربية ومن ثم فإن الأساس ان ننظر في هذا الاضطراب ونحاول أن نعالجه وبسرعة لأنها تؤثر في هذه العلاقات والكيفية التي تدار بها تحتاج إلى الكثير ويجب ان يكون امامنا هدف واضح وهو ان العلاقات العربية العربية لا يصح ان تنزل عن خط معين ولا يصح أن يحدث اضطراب كبير في العلاقات ونحن لا نتحدث عن وحدة شاملة وإنما نتحدث عن تنسيق ومصالح مشتركة وعلاقات طبيعية كما هى بين مجموعات كبيرة من الدول فلماذا لا تكون هناك علاقات طبيعية بين دول العالم العربي؟

سوريا والسعودية

* ماذا عن العلاقات السورية السعودية؟ وهل هناك جهود لإزالة الشوائب التي تعترض العلاقات بين البلدين؟

** نحن لن نخفى سرا إذ قلنا ما من لقاء يتم إلا وهذا الموضوع يطرح وهو موضوع العلاقة السورية السعودية ضمن العلاقات العربية وهذا أمر نحن نهتم به ونضعه في الاعتبار ضمن الأجندة الخاصة بالعلاقات العربية.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20086 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

القضية الفلسطينية

* إذا انتقلنا إلى القضية الفلسطينية نجد ان الوضع في غزة يزداد سوءا والحصار يكاد يفتك بسكان هذه المدينة العربية الا يمثل ذلك عارا وسبة في جبين العرب؟

** بدون شك أن يجوع شعب غزة ويسكت العرب هذه مسألة غير مقبولة على أي اساس من الأسس وما تقوم به مصر من جهود للتعويض عن سياسة التجويع والإرهاب التي تقوم عليها السياسات الإسرائيلية إزاء غزة هى جهود مهمة خاصة فتح الحدود بين غزة ومصر حتى يستطيع الغزاويون الدخول إلى مصر بنظام والحصول على احتياجاتهم وكذلك ما قررته الجامعة العربية من مساعدات للفلسطينيين وما قررته قطر من مساعدات وما دفعته المملكة العربية السعودية في إطار معالجة الوضع في غزة هذا كله يحتاج إلى سياسة واضحة فنحن لا نقبل من الإسرائيليين ان يجوعوا شعب غزة أو ان يستعملوا القوة إزاء غزة هذا شىء مرفوض ويجب ألا نظلم أنفسنا لأن هناك مساعدات كثيرة لأهل غزة في مواجهة المجاعة أو في مواجهة سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي.

موقف حاسم

* ما هو الموقف العربي إزاء ما يحدث في غزة؟ ولماذا لا يوجد موقف سياسي حازم تجاه الممارسات الإسرائيلية باستثناء مساعدات فردية من بعض الدول؟

** معك حق وانا من وجهة نظرى أقول يجب ان تتخذ الدول العربية موقفا حاسما تجاه تلك الممارسات وقد طالبت بهذا خلال اجتماعات المجلس فلا يمكن ان نترك غزة بهذا الشكل لأن غزة ليست مسألة ومساعدات وانما مسألة موقف ما يتخذ إزاء السياسة الإسرائيلية والحصار الإسرائيلي فالأمر لا ينبغي ان يتوقف عند حد ان نمنعهم من الجوع وإنما يجب ان يمتد الى اتخاذ موقف وانا اتفق مع هذا السؤال تماما.

لا جدوى من المفاوضات

* المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية متواصلة هل تعتقدون انها ذات جدوى في ظل ما يحدث على أرض الواقع؟

** حتى الآن تقاريرنا من الجانب الفلسطيني تؤكد أنه لا جدوى ولا تقدم في هذه المفاوضات وايضا ما يؤكد ذلك بغض النظر عن التقارير التي تأتي عن المباحثات أو المفاوضات ما يجرى على الأرض من بناء المستوطنات وتغيير التركيبة السكانية وتغيير التشكيل الجغرافي هذا يدل على سوء نية مطلق وأنه لا توجد جدوى من المفاوضات لأنها عندما تقرر الوصول الى دولة تجد الأرض كلها قد استعمرت وتحولت الى مجموعات من المستوطنين المستوردين من كل مكان.. وحتى الآن لا نرى ان هناك تعاونا إسرائيليا.. وحتى الآن لا نرى فرصة لتحقيق سلام حقيقي لأننا مهما عالجنا مشاكل لبنان والعراق والسودان وغيرها فإن موضوع فلسطين سيظل موضوعا رئيسيا في نزاع عربي إسرائيلي ولن ينتهي فيه النزاع العربي الإسرائيلي إلا إذا عولج موضوع فلسطين، أي موضوع آخر خطوة ما هنا أو هناك ونحن رأينا مصر أقامت سلاما مع إسرائيل وهناك دول أخرى أقامت سلاما مع إسرائيل لكن النتيجة أن النزاع العربي الإسرائيلي لايزال قائما والاحتجاج العربي على تجاهل الحق الفلسطيني لايزال قائما وبنفس القوة رغم الالتقاء مع إسرائيل او استقبال إسرائيليين كل هذا كلام لا يفيد وربما بعض الناس لاتوافق عليه وتؤكد ان الإسرائيليين لن يستطيعوا القفز فوق موضوع فلسطين.

خداع العرب لن يستمر

* قبل عامين صرحتم بأن عملية السلام ماتت، ما معنى هذا التصريح؟ وهل يعني ذلك عدم القدرة على إحيائها؟

** نعم أنا قلت إن عملية السلام ماتت لأن عملية خداع العرب لن تستمر وكأن الإسرائيليين يقولون إن العرب يتكلمون ويلتقون ويفاوضون والأمور تسير لذلك قلت إن عملية السلام ماتت ولإحيائها يجب ان تحيا على أسس مختلفة ومن هنا جاء عرض العرب على مجلس الأمن في نوفمبر 2006 وكان عرضا جيدا وحاز إعجاب كل وزراء الخارجية اعضاء مجلس الأمن الامريكي والروس والصين ووقتها كانت قطر عضوا في مجلس الأمن ومثلنا وزير خارجية البحرين الذي كان يرأس مجلس الوزراء وعرضوا النظرة العربية المتوافق عليها وقلنا إننا نريد مؤتمرا دوليا لوقف الاستيطان ونريد الابتعاد عن الكلام عن التطبيع المجاني ونريد ان تكون هناك مقاربة شاملة ومتابعة لما يحدث لأننا أخطأنا في التسعينات حينما قلنا إن السلام يسير دون حدود زمنية ومن هنا جاء انعقاد انابوليس وتحديدا عام 2008 لإقامة الدولة الفلسطينية ووضع البند السوري على جدول الأعمال وإقرار أن روسيا ستدعو إلى مؤتمر للمراجعة في ربيع أوصيف هذا العام لكننا وجدنا بعد ذلك تراجعا مثل التراجع المعروف في المرات السابقة ورأينا المستوطنات مستمرة ولا يوجد ضغط كاف لوقفها والمفاوضات لم تؤد إلى نتيجة رغم أننا وصلنا إلى منتصف عام 2008 وبصرف النظر عن المؤتمر وغيره سوف نعقد اجتماعا لوزراء الخارجية لمراجعة ما تم في إطار انابوليس واذا وجدنا تقدما من الآن حتى انعقاد الاجتماع ورأينا أننا بدأنا نتوصل إلى شئ وان إسرائيل بدأت تتراجع عن بناء المستوطنات.. اذن سيكون هناك أمل وسندفع هذا الأمل ونخدم هذا لكن اذا وجدنا ” لا شيء” يجب ان نكون صرحاء بأنه لا فائدة.

لا تراجع

* إذا جاءت نهاية عام 2008 ولم يتحقق للفلسطينيين شيء.. ما هو الموقف العربي إزاء هذا الوضع؟

** هذا سؤال مهم لكن لا أود الإجابة عنه بمفردي لأن هذا يقرره مجلس الوزراء وربما القمة العربية القادمة، فإذا وجدنا ان عام 2008 أنتهى أوقارب على الانتهاء دون تقدم يجب على الدول العربية ان تتحمل المسؤولية وان تكون على مستوى الحدث والتحدى ولا تتخذ شكل التراجع أو الانهزام.

* هل سحب المبادرة العربية أمر مطروح في حالة عدم التوصل إلى شئ بنهاية العام الجاري؟

** لا أريد أن استبق الأحداث أو اعبر عن أى سياسة قبل ان نجتمع ونرى ما هو جاري والمبادرة العربية دليل على رغبتنا في السلام في حدود الإطار الذي نعمل فيه وعلى الشروط الموضوعة ولا أرى أن سحبها مطروح لكننا نستطيع أن نقرر موقفنا في ضوء ما سوف نراه.

* هل هناك خيارات عربية أو أوراق لا تزال موجودة يمكن التعامل بها مع الوضع الفلسطينى في ظل التعنت الإسرائيلي والرد على الجانب الأمريكي المنحاز لإسرائيل؟

** نعم ولا أريد الدخول في أى تفاصيل أكثر مما قلت.

* لكن هناك مفاوضات أخرى تفتح لإسرائيل كما هو الحال مع سوريا بوساطة تركية؟

** سوريا لديها أرض محتلة ومن حقها التفاوض من أجل استردادها فلسوريا ان تتخذ من الخطوات ما تراه لإسترداد هذه الأرض كما فعلت مصر وفعل الأردن.

غير متفاءل

* هل أنتم متفاءلون بالمفاوضات بين سوريا وإسرائيل؟

** ما اراه من السياسة الإسرائيلية من رغبة في إعطاء الانطباع بأن هناك تقدما ما أو أن هناك رغبة في السلام وما نراه عمليا على مائدة التفاوض تأخذ سنوات ثم تستمر على الأرض تغييرات لا يشكل قاعدة للتفاؤل لكن دعنا نترك الأمر ونرى ماذا سوف يتم خلال هذه الجولة التفاوضية الجديدة؟ وأكرر ان مثل هذا أراه شيئا مهما ولا يجب ان تلام عليه سوريا.

* البعض يرى أن هذه المفاوضات بمثابة تصدير لأزمة أولمرت التى يواجه خلالها اتهامات بالفساد قد تطيح به من على رأس الحكومة الإسرائيلية.. ما رؤيتكم لهذا الأمر؟

** هذا تحليل صحفي لموضوع شيق يمكن قراءته قبل النوم لكن الموضوع ان أولمرت لديه مشكلة خاصة وهى مشكلة سياسية وسنرى نتائجها.

* هل ترون أن هذه الأزمة قد تدفع بإسرائيل إلى حرب جديدة على لبنان مثلا أو اجتياح غزة؟

** لا أرى ذلك ولا أرجوه لكن إذا حدث مثل هذا فستكون آثاره بالغة الخطورة والسؤال لماذا تجتاح إسرائيل غزة؟ بالعكس يجب ان تعطي فرصة للمساعي المصرية لتنجح في التهدئة بين غزة وإسرائيل.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20087 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

* هل هناك مؤشرات لإنجاح هذه المساعي؟

** هناك بعض المؤشرات لكن لم تكتمل الصورة بعد.

* الفصائل الفلسطينية قدمت موافقة على التهدئة لكن الإسرائيليين لم يردوا فأين التقدم الذي تحقق إذن؟

** الجانب الإسرائيلي هو المتعنت.

غياب عربي

* إذا انتقلنا إلى الساحة العراقية نجد ان العرب غائبون عن هذه الساحة وهم يكتفون بالفرجة فقط فيما أطراف خارجية تتلاعب بالشأن العراقي؟

** غياب العرب عن الساحة العراقية غير صحيح لأن العرب حاولوا منذ الدقيقة الأولى من انتهاء النظام السابق وبدء النظام الجديد اي منذ الغزو الأمريكي عام 2003 والجامعة العربية قبلت -بعد مشاكل- ان يأتي مجلس الحكم الانتقالي وكان لنا عليه -وللكل- انتقادات شديدة لكننا وجدنا اننا لايجب ان نترك كرسى العراق خاليا ولو لدقيقة وانما يجب ان يأتوا للجامعة العربية وان يلتزموا بإطار الجامعة العربية ولو لم تدع الجامعة الحكم الانتقالي العراقي لما اعترفت به أية منظمة اخرى ولما اعترفت بالنظام الجديد اية منظمة اخرى بما في ذلك الأمم المتحدة فهذه كانت البداية لإعطاء الشرعية لهذا المجلس ايضا موضوع التسوية طرحت من الجامعة العربية قضية المصالحة الوطنية وقلنا ان اي موضوع آخر أو اي إجراء آخر بدون مصالحة أو الوصول الى وفاق وطني لن يعيد العراق إلى اي حالة من الاستقرار هذا ما تم اتباعه وتوافق عليه العالم وبالتالي ذهبت في اكتوبر 2005 إلى العراق في ظروف امنية بالغة الخطورة واتفقت معهم على مؤتمر المصالحة بعد ذلك جاء كل العراقيين الى القاهرة وتوصلنا الى اتفاق وقعوا عليه جميعا بكل تقسيماتهم وتفريعاتهم وعداواتهم وكان من الممكن ان ينقل هذا الاتفاق العراق نقلة نوعية الى مرحلة مختلفة لأننا رأينا في نفس قاعة الاجتماع نوري المالكي والشيخ حارث الضاري يتحدثان من نفس المنبر وعلى نفس المائدة وقد نجحنا في تحقيق هذا التقدم لكن اصابع اخرى لعبت بعد هذا الاجتماع حتى لا يكون هناك حل عربي من جانب الدول العربية رغم أننا كدنا ان نصل الى حل عربي وكانت الدول العربية موجودة وافتتح هذا الاجتماع الرئيس حسني مبارك وكان الأمير سعود الفيصل حاضرا وشارك ايضا عدد كبير من المسئولين العرب من سوريا والأردن والخليج والمغرب العربي والقرن الافريقي ووقفوا وراء هذه المفاوضات وكان يرأس احدى اللجنتين وزير خارجية الجزائر وهو رئيس الوزراء حاليا وترأس اللجنة الاخرى الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني وتوصلنا الى حلول لكن هناك اصابع لم ترد ان يكون هناك حل لهذا الموضوع رغم ان الحل تم التوصل إليه.

فعلنا الكثير

* ماذا تقصدون بهذه الأصابع؟

** نقصد الكثيرين الذين لا يريدون حلا عربيا وحتى استكمل الدور العربي أقول عندما أرادوا وضع الدستور وقالوا ان الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية وان الشعب العربي في العراق جزء مستقل داخل هذا ولولا ثورة الجامعة العربية واحتجاجها على ذلك علنا سياسيا ودبلوماسيا ما تم تعديله والجامعة العربية هى التي صاغت ما تم اقراره في الدستور وهو النص الذي يقول العراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ملتزم بميثاقها وقراراتها وهذا كان اقتراحا منى بصفتي أمينا عاما للجامعة العربية وقبل من العراقيين بعد اتصالات تكاد تكون ماراثونية تليفونيا بينى وبين بغداد وعواصم عربية آخرى فنحن فعلنا الكثير أما اذا كان البعض يرى ان المسألة تنتهى بسفارات واعلام عربية فهذا حدث وكانت هناك سفارة مصرية قتلوا سفيرها وايضا كانت هناك سفارة جزائرية قتلوا اثنين من دبلوماسييها وايضا كانت هناك سفارة إماراتية اصابوا ثلاثة من العاملين فيها وكذلك من المغرب، والسؤال من الذى يفعل هذا؟ اعتقد انه من أجل إبعاد الدول العربية وأرى ان السفارات في حد ذاتها ولو انها مسألة رمزية ودبلوماسية مهمة إلا ان العرب فعلوا أكثر من ذلك، ولا يعنى هذا أننا قمنا بكل المطلوب فهناك اشياء يجب ان تتم لكن وجود قوات اجنبية كبيرة في العراق يجعلنا نتساءل ماذا نفعل هل نرسل جيشا لنحارب هذه القوات؟ وما هو المطلوب من الجامعة العربية ومن الدول العربية؟ هناك مكتب الجامعة العربية موجود رغم كل التهديدات حتى يكون هناك نوع من الوجود العربي ولا تزال دول الجوار العربي للعراق تعمل والدول العربية تتابع كل هذا عن طريق لجنة العراق في الأمم المتحدة وأنا أشارك في كل هذه الاجتماعات وأتابع وعلى اتصال بالحكومة العراقية والزعامات العراقية ربما كان من الأفضل ان نفعل أشياء اكثر سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية السياسية أو غير ذلك، نعم هذا صحيح لكننا صدمنا بعدما حدث بعد المصالحة التى قمنا بها.

مصالحة حقيقية

* هل تنوون إقامة مؤتمر آخر للمصالحة العراقية تحت مظلة الجامعة العربية؟

** نحن مستعدون لكنهم الآن يقولون نحن نريد أن نعقد المؤتمر في بغداد ونحن وافقنا على ذلك وقلنا المهم ان تعقدوا الاجتماع لمصالحة حقيقية وليس مصالحة باختيار من تريده بعض الأطراف أو مجرد مصالحة رمزية، نحن نريد مصالحة حقيقية ولن نتعامل إلا مع مصالحة حقيقية وأرى ان هناك تقدما الآن في العراق نحو تهديدات أمنية أقل ومن حيث قبول مبدأ المصالحة والوعي بأن السياسة الطائفية لم تنجح أبدا مهما كان الأمر وهناك أمور كثيرة حصل فيها تعديل وتقدم ولكن لا يكفي لاطلاق العراق نحو المستقبل والشيء الوحيد الذي يمكن ان يؤدي إلى هذا هو المصالحة، والمصالحة لا تعنى أن الناس تسلم على بعضها البعض وانما ينطبق هذا على تكوين جيش وطني وعلى تكوين الشرطة والعناصر التي تشكل دولة.

اختطاف

* أشرتم ان هناك اصابع تعبث على الساحة العراقية.. هل تعتقدون ان هذه الاصابع تريد ان تختطف العراق من الحاضنة العربية وتأخذه إلى مسار آخر؟

** أما ان هناك من يريد ان يختطف العراق فهناك من يريد ان يختطف العراق من الحاضنة العربية أو ان هناك دولا لها مصالح في هذا انما هذا الاختطاف كما يقول العرب دونه خط القتال فلا يمكن اختطاف العراق من الحاضنة العربية ابدا او من انه جزء من العالم العربي فهذا لا يمكن والعمل من أجل هذا كالحرث في البحر لأنه لن يسمح بهذا وسيكون على الدوام نقطة ان العالم العربي عضو رئيسي فيه العراق أما أى شيء آخر غير ذلك سيكون وصفة لاضطراب كبير جدا في المنطقة سواء بطريقة مباشرة أو على صعيد العالم العربي والشرق الأوسط.

إيران وتركيا

* تركيا وإيران ربما هما الدولتان الأقرب إلى العالم العربي وفي نفس الوقت هما جارتان للعراق هل هناك مساع لتطوير العلاقات العربية معهما والحد من تأثيرهما على الساحة العراقية؟

** إيران وتركيا يجب ان ينظر إليهما كدولتين شقيقتين وليستا دولتين عدوتين ويجب ان ننطلق من هذا المنطلق، واذا كان هناك خلافات مع إيران مثلا هذه الخلافات يجب ان تحل عن طريق الحوار الجاد فإيران لها مصالح ونحن لنا مصالح، نحن لنا مشاكل معها، وهى لها مشاكل معنا وأنه يجب ان نجلس لحلها أو نصل إلى مسار معين لنعالجها وان نتكلم بكل صراحة في العراق أو في الخليج ككل أو في المنطقة على عمومها هذه مسائل يجب ان تتم من منطلق ان إيران دولة شقيقة وليست عدوة ومن منطلق أن إيران دولة موجودة في المنطقة ولم تأت من مسافة خمسة آلاف ميل فهى جزء من المنطقة ونحن نريد أن تكون العلاقة معها سوية وهذه مسؤولية إيران ومسؤوليتنا أيضا وارى ان هناك ضرورة لحوار عربي إيراني شامل يتحدث عن الأمن الاقليمي وعن العلاقات العربية الإيرانية في المفهوم الكلي لها بالإضافة إلى ما قد يكون هناك من مشاكل ثنائية وهذا يحل ثنائيا من خلال المواقف التى عرضناها في قراراتنا.

ضياء السعيد، عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، 31 مايو 20083 عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية: المصالحة اللبنانية منحت الجامعة والعمل العربي مصداقية غير مسبوقة

* هل يمكن ان ترعى الجامعة العربية هذا الحوار العربي مع إيران لحل مختلف القضايا معها سواء كانت جماعية أو ثنائية؟

** أنا لا اتوقف عن المطالبة بعقد هذا الحوار وأناقشه على أعلى المستويات مع الدول العربية.

علامات استفهام

* هناك اتهامات توجه إلى إيران بأنها تتدخل في الشأن العربي في اكثر من منطقة؟

** لا اريد ان اتحدث في هذا الجانب أو ادخل في هذا الموضوع لان هذا الموضوع حساس للغاية من الممكن ان نسميها نقاط الخلاف ومن الممكن ان نسميها علامات استفهام وربما يكون لإيران ايضا علامات استفهام حول سياساتنا وهذه قضايا لن تحلها إلا جلسات واضحة وصريحة بيننا وبينهم.

السودان

* الواقع في السودان يشير إلى نوع من عدم الأستقرار والزعزعة في أكثر من منطقة كيف نستطيع اعادة الاستقرار إلى ربوع هذا البلد العربي الشقيق؟

** نحن بذلنا جهودا في موضوع السودان ولا زلنا نبذل نشاطا كبيرا وقد قرأت بعض التعليقات تتساءل.. لماذا أنتم ساكتون عن السودان؟ نحن لم نسكت ولن نسكت عن السودان لكن المانشيتات والعناوين الصحفية اللبنانيون “شطار” فيها جدا وقد قرأت مقالا عن شطارة اللبنانيين وأنهم أفهموا الكل ان لبنان هو مركز الكون وإلى حد ما شئ لطيف ان يكون مركز الكون ونحن جميعا نهتم بلبنان لكننا أيضا مهتمون بالسودان وأول لجنة تحقق وصلت إلى دارفور كانت لجنة الجامعة العربية والتى قررت في ذلك الوقت ان الوضع خطير للغاية ولكنه ليس تطهيرا عرقيا وهذا ما أخذ به الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لانه اول تقرير عن الاوضاع في دارفور ايضا بالنسبة للزيارات قمت بزيارة إلى دارفور ومكثت وقتا طويلا هناك وتنقلت من مدينة إلى آخرى وساهمت في الصلح بين عدد من القبائل ولدينا مبعوث خاص للجامعة العربية لمتابعة قضية دارفور ومفاوضات ابوجا لتحقيق السلام في دارفور كان المتحدث الرسمي باسم هذا المؤتمر هو ممثل الجامعة العربية لكن العناوين الرئيسية في الصحف لا تشير إلى هذا وحتى الآن الجامعة العربية عضو كامل العضوية في كافة المباحثات التى تجري حول دارفور، وكذلك اتفاق نيفاشا تم بحضور الجامعة العربية وبتوقيعها إلى جانب توقيع الاتحاد الإفريقي وكذلك تنفيذ اتفاق ابوجا سواء النواحي الاقتصادية أو غيرها نحن الذين قمنا بدعوة رجال الأعمال العرب والمنظمات العربية للإجتماع في الخرطوم من أجل اعادة إعمار الجنوب، نحن فعلنا الكثير جدا في موضوع السودان واسأل السودانيين عن موقف الجامعة العربية فسوف يؤكدون انها تبذل جهدا كبيرا ووقتا اطول من الوقت الذى قضته في حل الأزمة اللبنانية.

الصومال

* ماذا عن جهودكم لتسوية الأزمة الصومالية؟

** هناك وفود من الجامعة العربية تتوجه إلى الصومال وهناك تقارير يومية تقدمها عن جهود المصالحة هناك لكن هناك بعض الاطراف تقول نحن لا نريد العرب اى لا نريد الجامعة العربية وأنما يريدون دولة معينة لانها ستدفع لهم أموالا لكن لو اجتمعت كل الاطراف تحت مظلة واحدة هى الجامعة العربية من حيث الاعمار نعطي اموالا لمشاريع الاعمار ونشارك في كل المباحثات ورغم كل التهديدات والمشاكل التى تواجهنا إلا اننى مصر على ان يبقى الصومال على خريطة الجامعة العربية، وهناك لجان وزارية أساسية في الجامعة: الاولى للصراع العربي الإسرائيلي والثانية للسودان والثالثة للعراق والرابعة للصومال ونحن نتابع بطريقة مستمرة ما يجرى في الصومال وغيره.

ضبابية

* المنطقة العربية مقبلة على تقسيم جديد كيف نستطيع مواجهة هذا التحدى الخطير خاصة في العراق؟

** سواء كان هناك مخطط للتقسيم او هناك شئ آخر يجب ان نكون واعين لكل هذا لأن هناك وجود أجنبى كثيف ومحاولة لفرض ضبابية على المصالح العربية وخلق حالة التباس مع مصالح أجنبية.

* وماذا فعلت الجامعة ازاء ذلك؟

** اسأل الدول وليس الجامعة لان هذه الاصابع تلعب في هذا المكان أو ذاك ولو كان الأمر في ايدينا فإنه يجب ان نناقش لماذا هذا رغم انه لا توجد مصالح من وراء الحرب فالمصالح السياسية والاستراتيجية كلها على حساب العرب وليس لصالح العرب.

* هناك اتفاقيات قد توقع مع دول أجنبية وقد تكون على حساب مصالح البلاد العربية ما موقفكم من مثل هذه الاتفاقيات؟

** نحن نتابع هذه الاتفاقية التى يتم التفاوض عليها في بغداد لكن لا تنسى ان هذه الدول ذات سيادة وعليها التزامات سياسية وأدبية والتزامات تاريخية والتزامات آخرى فإذا لم تحافظ الدول على هذه الالتزامات فلن يحافظ عليها أحد آخر.

دور الجامعة

* الشعوب العربية لديها تحفظات على جامعة الدول العربية من حيث الاداء وهناك مقارنة مع الاتحاد الاوروبي فما تعليقكم على هذه التحفظات؟

** انا مع الناس، فالجامعة مثلا حتى عامين مضيا كانت تعاني من مشكلة عدم دفع المساهمات وهذه تم حلها الآن لكن عدم دفع المساهمات جعل الجامعة العربية لا تستطيع ان تتحكم في اناس مهنيين ولم تتوفر لها ذلك عبر 30 سنة مضت ولذلك لم يصبح لديها كوادر ونحن نسير في طريق بناء الكوادر ونجحنا في هذا حتى نعمل بطريقة مهنية وقد طبقنا هذا التعامل المهني في السودان والصومال قبل ان ينفجر الوضع وتدخل القوات الأثيوبية فهناك جهود جيدة وانجازات تحققت.

* لكن لماذا لا توجد ثمار لهذه الجهود؟

** علينا ان نسعى لأن هذا هو نفس الكلام الذي يقال عن الأمم المتحدة وليس فقط الجامعة العربية فالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يواجهان نفس الانتقادات وكذلك الاتحاد الاوروبي في بعض جوانبه يواجه نفس النقد لكن علينا ان نسعى ونحن نسعى وللأسف الاعلام في الجامعة العربية ضعيف ويشوه هذا والاعلام العربي لا يهتم بتلك الجهود.

الأمين العام

* هل ترون ان صلاحيات الأمين العام محدودة أو قليلة؟ وهل تعانون من ذلك؟

** ارى ان لدى صلاحيات كاملة وأقوم بعملي في الحفاظ على دفع العمل العربي المشترك وأنا أرى اننى مفوض تفويضا كاملا في هذا.

* أشرتم إلى انه خلال الاعوام الماضية قمتم بالعديد من الاصلاحات داخل الجامعة فهل بالفعل يتم حاليا اعادة بناء العمل العربى داخل الجامعة؟

** نعم وقد استطعنا ان ننجز الكثير من الاعمال ونحقق تقدما فيها كما ذكرت في لبنان والعراق والسودان والصومال والقمة الاقتصادية القادمة التى ستعقد في الكويت والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وكذلك المجتمع المدني الذي يعمل الآن من داخل الجامعة العربية والبرلمان العربي الذي انشئ ومجلس الأمن والسلم العربي الذى دخل حيز التنفيذ فهناك أشياء كثيرة ويجب ان تنظروا إلى ما حدث داخل الجامعة العربية.

* هل أنتم راضون عن اداء الجامعة العربية؟

** لا لست راضيا رضاء كاملا، ولكنى اعمل بما لدى ولدينا مثل في مصر يقول ” الشاطرة تغزل برجل حمار”.

* هل تنوون الاستمرار في منصبكم حتى نهاية فترة التجديد؟

** ان شاء الله، وعلى أي حال قاربت الفترة على الانتهاء.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x