مقالات اجتماعية

الغيرة العجيبة!

علاقاتي مع أصدقائي منذ الصغر هي ثروتي الحقيقية التي أعتز بها وأحافظ عليها بكل ما أستطيع، لذلك بعد زواجي مباشرة، كنت متشوقاً لتوطيد علاقة زوجتي بزوجات أصدقائي، ذلك أن وجود علاقات بين زوجتي وزوجة أي صديق، يساعد على توطيد واستمرار التواصل بيني وبين هذا الصديق، فصورة التجمعات الأسرية الخارجية التي كنت أشاهدها من حولي كانت دائما تثير إعجابي، لذلك قررت بعد الزواج مباشرة تعريف زوجتي بزوجات أصدقائي.

كنت أظن أن هذه مسألة في غاية السهولة، خاصة أن معظم أصدقائي يشتركون معي في جزء كبير من السمات الشخصية، لكن ما حدث كان مسألة في غاية الصعوبة، فعندما اتفقت مع أعز أصدقائي على ترتيب لقاء بين زوجتي وزوجته للتعارف، كنت أظن – على أسوأ الظروف – أن تستمر اللقاءات عدة مرات حتي يتم التآلف بينهما وتصبحا صديقتين، لكني لم أكن أتصور لحظة أن تطلب منى زوجتي إنهاء علاقتها بزوجة صديقي بعد العودة مباشرة إلى المنزل – وربما ونحن في السيارة في طريق عودتنا – بل وطلبت مني عدم الضغط عليها في هذا الموضوع مرة أخرى!!

اعترف أنني حزنت بشدة وقتها، لكنني مع الوقت بدأت ألتمس لها الأعذار –  كنا في شهر العسل – ولم أود إثارة المشاكل في بداية حياتنا، وقلت لنفسي ربما تكون هذه السيدة ثقيلة الظل، أو تنافرت مع طباع زوجتي، وبالطبع تقلصت علاقتي مع صديقي حتى وصلت لشبه جمود.

مرت الأيام، وبدأت نفس المحاولات مع زوجة صديق آخر، إلا أن نفس السيناريو تكرر مرة أخرى، وإن اختلفت الأسباب! وعندما شمت زوجتي رائحة الضيق في كلامي، تقدمت بحلول بديلة، تتلخص في موافقتها على تواصلي مع أصدقائي بعيدا عنها وعن زوجاتهم.

بدأت أفكر في الأمر بشكل أكثر عمقا، وبدأت أستشعر من كلام زوجتي أن لديها قناعات سابقة بعدم الدخول في علاقات من زوجات أصدقائي المقربين، وبدأت هذه الفكرة تتبلور بداخلي كلما جمعت معلومات وآراء من حولي حتى وصلت إلى الحقيقة المرة، فزوجتي لا تحب أن تتعرف على زوجات أصدقائي، خاصة الأصدقاء المقربين، ولم أعرف سببا لهذا النوع من أنواع التنافر حتى الآن، لكنني اتخذت قرارا حاسما بعدم تكرار هذه الفكرة مرة أخرى، ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما، هي عمر زواجي لم تتعرف زوجتي على أي من زوجات أصدقائي، إلا ربما واحدة.

يمكنني أن أقبل فكرة أن تغير الزوجة من زوجات أصدقاء زوجها، فهذا أمر يبدو طبيعة إنسانية مقبولة، لكن العجيب في عالم النساء أن تمتد غيرة الزوجة من أصدقاء زوجها، وهي التي لا تعرفهم ولم ترهم، لا لشئ سوى أن زوجها يحبهم ويشغلون حيزاً من تفكيره، فالمرأة لا تريد أن يفكر زوجها في أحد سواها حتى لو كان يفكر في صديقه، هذا ما حدث معي، واكتشفت مع الوقت أنه يحدث مع أصدقاء كثيرين لي!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x