مقالات اجتماعية

الحب أم المال! كيف تختار الفتاة شريك حياتها؟

سؤال طالما طاف بفكري قبل الزواج، كنت شغوفا بمعرفة إجابة حقيقية تمكنني من تحديد وضعيتي من الزواج والجنس الآخر، حتى يتسنى لى اختيار زوجتي بالشكل المناسب، وكنت أظن وقتها أن هناك إجابة محددة لدى جميع الفتيات من حولي يحتفظن بها، ولايردن لأحد من حولهن أن يعرفها، خاصة أنا! حيث أنها من أسرارهن المقدسة، ضمن هالات الغموض التي عادة ما تحيط الفتيات أنفسهن بها في تلك المرحلة.

وكنت دائما ما أفكر في عاملين أساسيين، يمكن أن يسيطرا على عقول الفتيات عند اختيار شريك حياتهن، أولهما الحب، وثانيهما المال، أو العكس، حيث كنت اعتبر الشكل، والشخصية، والتعليم، والسن، وغيرها عوامل ثانوية تتدخل في الاختيار في مرحلة لاحقة، مع الوضع في الاعتبار أن لكل قاعدة شواذا.

وكنت أنا وأصدقائي من حولي دائما ما نتجاذب أطراف الحديث حول الحب والمال، حيث كنت أراهن دائما على أن الحب هو أساس الاختيار، ليس لأننا لم نكن نملك المال في هذه المرحلة الدراسية، ولكن لأنني كنت لا أحب الاعتراف بالنظريات المادية في فلسفة الأمور.

والواقع إنني اكتشفت بعد أكثر من عشرين عاما، قضيت ثلاثة أرباعها تقريبا متزوجا، أن هناك علاقة وثيقة بين الحب والمال، فليس هناك علاقة تنافس بينهما كما كنت متصورا، فالمال بمثابة الماء الذي يروي نبتة الحب فتنبض بالحياة، كما أن الحب يؤدي في كثير من الأحيان إلى التغاضي عن قلة المال، فالمال والحب لا يستطيعان العيش بدون بعضهما البعض، حتى أنهما أصبحا من وجهة نظري شيئا واحدا.وبالرغم من ان رأيي لا يعبر بالطبع إلا عن وجهة نظري، ونظر بعض الناس، لكنى ومع ذلك متيقن أن السعادة ليست في المال، إنما السعادة الحقيقية في الحب، وبكل روافده من تفاهم ورحمة ومودة، وصدق وإخلاص وقناعة.

ودليلي على ذلك أن الفتاة التي تبحث عن عريسا غنيا، رغبة منها في السعادة التى سيوفرها لها مال العريس، في الحقيقة هى تتزوج المال وليس العريس، ومع الوقت قد تحب زوجها بسبب ماله، أي أن المال هو السبب في إيجاد هذا الحب، إن وجد، فإذا أغدق عليها زوجها بالمال أحبته أكثر، أما إذا بخل عليها بماله، أو ذهب عنه المال نهائيا، فماذا ستفعل هذه الزوجةّ؟ هل ستظل تحبه بعد ذلك؟ أنا شخصيا لا أعتقد ذلك.

يقول أحد فلاسفة الإغريق: من يبيع الحب يتمتع بثمنه فترة، ومن يشتري الحب يتمتع به أمدا. أما المثل المصري فيقول: يا واخدة القرد على ماله، بكره يروح المال، ويفضل القرد على حاله!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x