لماذا يبحث الشاب عن فتاة يقترن بها؟ ويضحي بحريته وحياته وراحة باله من أجلها، ويتكبد في سبيل ذلك الجهد والمشقة والأموال، والجواب لأنه ببساطة يرى الفتيات من حوله جميلات، رشيقات، فاتنات، دائمات الابتسامة، ودمهن خفيف! وياله من أبله من يظن أن هؤلاء الكائنات اللاتي يراهن قبل الزواج، هن نفس الكائنات اللاتي يعيش معهن بعد الزواج، فما إن يمر شهر العسل وينتهي، وتبدأ الحياة الطبيعية بحلوها ومرها، حتى تكتشف الكائن الآخر الذي يعيش معك، تكتشف أنك أخذت أكبر مقلب في حياتك، وأن ما كانوا يقولونه لك وأنت عازب بأنك “ولد كده” ما هو إلا وهم كبير، وما كانوا يقولونه لك أثناء الخطوبة بأن ذوقك لا يعلى عليه، وأنك وقعت واقف، وزين ما اخترت، ما هو إلا وهم أكبر، وللأسف فإن هذا الوهم لا ينقشع إلا بعد أن تكون “الفاس وقعت في الراس” ونقول زي ما قال حجا: “الله يسامح اللي اتجوزوا قبلي وماقالوليش، واللي هيتجوزوا بعدي وماسمعوش كلامي”!!
وما يترتب على مثل هذه الأحداث خطوات لابد أنها لن تكون إيجابية، وتتمثل بالطبع في الفتور بداية، وتنتهي بالهروب من البيت، إذا كان الرجل يريد الحفاظ على البيت بعدم الانفصال، ولكن لماذا التغير الكبير في حياة الأنثى بين تحولها من طور الفتاة إلى طور المرأة؟
ورغم أن الحقيقة تؤكد أن الأعباء التي تلقى على عاتق الزوجة كبيرة بعد الزواج، خاصة إذا لم تكن الفتاة مدربة جيدا على قيادة وتسيير أمور بيتها، فلم تكن مثلا متمرسة على دخول المطبخ أو القيام بالأعمال المنزلية الشاقة والمملة، ويزداد ثقل المسؤولية بقدوم الأطفال وما يتطلبه ذلك من مجهود مضاعف، بالإضافة لعدم تعاون الزوج مع زوجته، كما أن وجود وظيفة للزوجة يزيد الأعباء، ونتيجة لذلك تبدأ المرأة في التقصير في مظهرها وهندامها ورشاقتها، وفي واجباتها تجاه زوجها، وفي أمور بيتها، وتظهر نتيجة هذا التقصير في عدم رضاها عن نفسها، وبالتالي تتحول الابتسامة إلى تكشيرة من الدرجة الأولى، نتيجة الإرهاق النفسي والبدني والشكوى من الإجهاد والضغوط وغيرها.
أعتقد أن توفير الجو الرومانسي في المنزل، والمتمثل بداية في تنشئة البنت، ثم في التعاون بين الزوجين، والتدرب على تبادل عبارات الحب والثناء والهدايا، وكلمات التشجيع خاصة من الزوج لزوجته، لاسيما بعد مرور شهر العسل، وسنوات الزواج الأولى، له أكبر الأثر في كشف سر هذه التكشيرة، وتفادي وقوعها.