مقالات اجتماعية

النكد الأنثوي!

تعليقا على مقال إشارات حمراء وخضراء، والذي تعرضت فيه للطرق التي يستخدمها كلا الزوجين في التنغيص على الطرف الآخر، تلقيت ردا من قارئ ثائر، قال فيه:..”كيف تساوي بين تنغيص الزوجة على زوجها، وتنغيص الرجل على زوجته، فالرجل لا يستطيع – مهما كانت كفاءته – مجاراة قدرة المرأة على النكد، وإضفاء جو من الكآبة القاتمة، والتوتر على أنحاء البيت، حتى إنك لتشعر برائحة هذه الكآبة وأنت في طريقك لبيتك من قبل شارعين على الأقل!!”

..” فالزوجة النكدية شخصية كثيرة الشكوى، تحب أن تشعر بأنها مظلومة وهذا يفسر تصرفاتها عندما تختزل الأحداث اليومية السلبية سواء كانت في الماضي أو الحاضر في أي زمان ومكان لتؤكد لنفسها ولمن حولها بأنها الضحية المظلومة، الأمر الذي يسبب استياء كل من حولها..”

..”والمرأة – وليس الرجل – لديها من الوسائل ما يكفي لعكننة شعب بأكمله، وليس زوجها فقط، فإذا كان زوجها ضيق اليد، عايرته بفقره، وقارنته بأزواج قريباتها ورفيقاتها، وتقضي نهارها في الشكوى منه، وتذرف الدمع في ليلها حسرة على بختها العاثر الذي أوقعها في طريق هذا الرجل، ويتكرر هذا المشهد مع أي عيب يبتلى به الرجل، وما أكثر العيوب، فتجدها تارة تعايره، وتهدده تارة، وتارة تفضحه، وتارة تستهزيء به، وتارة أخرى تسخر منه، ولا يفوتها أن تنغص عليه حياته كلما سنحت لها الفرصة، فالمرأة تحب الهم والغم أكثر من عينيها.”

انتهى كلام القاريء، وبالرغم من أنني اتفق معه في بعض النقاط، إلا أنني اختلف معه في أن الزوجات هن فقط النكديات، صحيح أن نسبة كبيرة من الزوجات يحببن النكد، وإذا لم تجد الواحدة من تنكد عليه نكدت على نفسها، إلا أن الموضوعية تقول إن هناك أيضا رجالا يحبون النكد، ولا يستطيعون العيش دون إضفاء جو من الكآبة على من حولهم، وهناك أيضا نقطة جوهرية لا يمكن إغفالها وهي أن علماء النفس أشاروا إلى أن الرجال مسؤولون عن جزء من الأسباب التي تجعل المرأة نكدية، أما النساء فغير مسؤولات عن كون الرجل نكديا، فقد أشارت دراسة للمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية عن الطرف المسؤول عن افتعال النكد، شملت 1000 زوجة إلى أن 73% منهن يرجعن سبب نكدهن في المنزل إلى “تكشيرة” الزوج، التي تضفي جواً من الكآبة على كافة أفراد الأسرة، وأكدت 12% منهن أن جو المرح في الأسرة يعتمد على الزوجين معاً، بينما اعتبرت 6% منهن فقط أن الزوجة هي المسؤولة الأولى عن الحالة المزاجية لأفراد أسرتها، وذلك لقدرتها على معالجة المشاكل اليومية بذكاء ودراية أكثر من الرجل.

لكن الدراسات لم تثبت حتى الآن، هل جين النكد هو جين أنثوي فقط أم لا؟ هذا ما سيكتشفه العلم الحديث إن شاء الله.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x