أجمل ما في المرأة عيونها، وأجمل ما في العيون الصدق، لذلك إذا أردت أن تعرف إذا كانت المرأة صادقة في كلامها أم أنها تكذب، فانظر في عينيها وهي تتكلم، فستعرف بكل تأكيد الحقيقة، وبدرجة كبيرة.
والحب بين الناس يبدأ من النظرات، والكره أيضا، فإذا نظرت لزوجتك لمدة ثوان معدودة، قد تقرأ كلمات كثيرة، ومعاني عميقة، ومشاعر وأحاسيس، ربما لا تستطيع كلمات كثيرة التعبير عنها، وقد أكدت دراسات علمية متعددة أن المحبين عادة ينظرون إلى عيون بعضهم البعض أثناء الحديث، ولا ينظرون إلى أنوفهم أو شفاههم، وبعض العيون تستطيع إحداث براكين من الحب والحنان بمنتهى السهولة، لا يمكن لأي حواس أخرى أن تحققها، والعكس صحيح بكل تأكيد، لذلك فإن هذه الدراسات اعتبرت أن العينين هما الوسيلة الأقوى للتعبير الرومانسي، حيث أن الإنسان لا يستطيع إراديا التحكم في حركة حدقة عينيه، ولكنه يمكنه إثارتهما لأجل الاتساع، فمن المعروف أن الإنسان عندما يرى مناظر جميلة ومريحة ولطيفة، كالحدائق الخضراء والزهور، أو كالسماء الزرقاء والبحار الفيروزية، أو عندما ينظر لوجه زوجته التي يحبها، تتسع حدقتا عينيه بشكل لا إرادي، وتكون عملية الاتصال والصفاء في أوج لحظاتها.
وغالبا ما يتبع لغة العيون لغات أخرى، لا كلام فيها أيضا، إنها لغة التقارب النفسي، والتقارب المادي باللمس، حيث تؤكد الدراسة على الآثار السحرية لهذه اللغات في تحسين صحة الإنسان الجسدية والنفسية، فمجرد احتضان كف الرجل لكف زوجته، يمسح كثيرا من تعبها وعنائها الجسدي، وإرهاق أعصابها وذهنها، ويمنحها ويمنحه طاقة جديدة، ويبعث في نفسها ونفسه نورا مشرقا، ويمنحهما سرورا وانشراحا.
ومن المعلومات الطريفة في الدراسة أن لون العين ليس له أثر في تفجير المشاعر أو توصيل الأحاسيس، فالعيون السوداء أو البنية أو الخضراء أو الزرقاء تتماثل جميعها في تحقيق الغاية في الوصول إلى العصب البصري وتفجير مشاعر الحب والمودة، وعندما يكون تفكير كل من الزوجين دافئا وصافيا نحو الآخر فإن نظرات العينين لا تستطيع إخفاء ذلك.
والشاعر يقول:
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
عيني في لغة الهوى عيناك
ويقول الآخر:
العين تبدي الذي في قلب صاحبها
من الشناءة أو حب إذا كانا
إن البغيض له عين يصدقها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفواه صامتة
حتى ترى من صميم القلب تبيانا
فعلا العيون ليست وسيلة للرؤية فقط، بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما يجيش في الصدور.