من الأمور التي تشغل بالي وبال كثير من الناس، خاصة في بعض الأوقات العصيبة التي نمر بها، هي: الناس الذين يعيشون معنا ويعرفوننا، هل يحبوننا؟؟
سؤال من الصعب أن يجيب عليه أي شخص بسهولة، سواء أمام نفسه أو أمام الآخرين، إلا أن القليل منا هو الذي يفكر قبل أن يسأل نفسه هذا السؤال عما قدم للناس حتى ينال حبهم.
في الحقيقة إن كثيرا من الأشخاص ينتظر أن يجني ثمار حب الناس وهو لم يزرع بذور هذا الحب من الأساس، ودائما ما يلوم الناس بسبب تدهور العلاقات الإنسانية بينهم، وتناسوا قبل ذلك أن يلوموا أنفسهم على تقصيرهم في حق هؤلاء الناس، وزرع الكره والحقد بدلا من الحب والتسامح.
قرأت منذ زمن كتاب “حب الناس.. كيف نفوز به” لكاتب اجتماعي بريطاني شهير، استفدت منه كثيرا، كونه يقدم نصائح سهلة وبسيطة تجعل الناس يحبوننا، وبالتالي – كما يقول الكاتب – ترفرف السعادة حول حياتنا بسبب هذا الحب الساحر، ومن شدة إعجابي بالكتاب وأفكاره، ومحاولة تطبيق بعض هذه الأفكار في حياتي، والنتائج الجيدة التي لمستها نتيجة هذا التطبيق، وجدت أنه من المفيد أن أطرح هذه الأفكار لعلها تفيد من يريد أن يستفيد.
أول هذه النصائح أن نحب الناس بالفعل ولا ننتظر منهم شيئا، بمعنى أن نغدق على الناس الحب دون مقابل، ولا نربط هذا العطاء بمقابل، إذا وجدناه استمررنا، وإذا لم نجده توقفنا، يحب أن يكون هذا الحب صادقا وطبيعيا.
أيضا من النصائح المهمة جدا في كسب حب الناس هي المحافظة على شعورهم وأحاسيسهم، فمهما قل أو تدنى شخص عن مكانتك الاجتماعية أو العلمية، إلا أنه يبقى إنسانا تتحرك بداخله المشاعر والأحاسيس، مثلك تماما، لذلك يجب علينا ألا نتناسى أبدا أننا نتعامل مع مخلوقات تحمل نفس صفاتنا، فكما نحب أن يعاملنا الناس يجب أيضا أن نعاملهم، ويشرح الكاتب كيفية إنجاح هذه المعاملة، وذلك باستقبال الناس بابتسامة لطيفة، حيث إن هذه الابتسامة لها مفعول السحر في استمالة قلوبهم ومشاعرهم نحونا، ونحو ما نطلبه منهم، كما أن إظهار الاهتمام بمشاكل الناس الإنسانية والتفاعل مع هذه المشاكل ولو وجدانيا، ومشاركتهم أفراحهم، وقضاء حوائجهم قدر استطاعتنا، له تأثير إيجابي كبير، حيث إن الناس يميلون بطبيعتهم إلى من يقوم على قضاء حوائجهم.
من الأشياء المهمة جدا في التعامل مع الناس، إظهار حبنا ومشاعرنا نحوهم، وعدم اعتبار هذا الإفصاح نوعا من أنواع الضعف، كذلك انتقاء الكلمات التي نتحدث بها مع الناس، وعدم حرج مشاعرهم بكلمات قاسية أو جارحة، أو تصٌيد أخطائهم، أو فضح عيوبهم، أيا كان الوضع أو الموقف، فخير الناس خيرهم أخلاقا، والخلق الحسن أقرب الطرق لكسب القلوب، أيضا تقديم المدح وكلمات الثناء لمن يستحقها، سواء كان فعل الخٌير لنا، أو لأحد آخر، فالإكثار من مثل هذه الكلمات تشجع وتزيد من الأفعال الخيرية، ولكن دون مبالغة.