كنت أقول: إن زوجا وهبه الله رجاحة العقل، وأعطاه قوة البنيان، وفضله بقوامة الإنفاق، كيف يخاف من زوجة قليلة الحيلة، ضعيفة الجسد، لا تملك منهن المال إلا القليل، وهي صفات العدد الأكبر من النساء، في الحقيقة إنني فكرت كثيرا في الأسباب غير الطبيعة التي تخلق جوا كهذا.
الخوف من الزوجة لا يأتي فجأة، فليس هناك رجل يقبل أن يتزوج امرأة يخاف منها، وبالتالي فإن الخوف لا يأتي قبل الزواج، ثم أيضا لا يأتي بعد الزواج مباشرة، فهذه المرحلة هي مرحلة “جس نبض” من الأزواج والزوجات، فلا يكون فيها الأزواج آراء ومواقف نهائية تجاه بعضهم، إذن متى تأتي بداية مرحلة الخوف؟
أعتقد أن بداية مرحلة الخوف تأتي بعد فترة من الزواج، فترة كافية تضع فيها الزوجة “المفترية” الخطوط العريضة لخطتها الخبيثة للسيطرة على زوجها، وهذه الخطة الخبيثة لا أتصور أن تخرج عن أحد محورين تلعب الزوجة عليهما، المحور الأول يرجع إلى ضعف شخصية الزوج، والذي معه يقدم الزوج للزوجة زمام السيطرة على طبق من ذهب، في كل أمور حياتهما، وتبدأ بتقديمه كل فروض الطاعة طواعية، وتنتهي بتقديمها خوفا وكرها.
أما المحور الآخر فهو الحب الأبله، فبعد فترة من الزواج تكتشف الزوجة “المفترية” أن زوجها يحبها بشكل غير طبيعي، ولا يستطيع العيش من دونها، فتبدأ في استغلال هذه العاطفة شيئا فشيئا، ومع الوقت تستغل الزوجة هذا الحب الجارف، وتبدأ في استنزاف قدرات الرجل واحدة تلو الأخرى، حتى يفقد الرجل إرادته وقدراته القيادية، ويصبح مسلوب الإرادة أمام زوجته، هو يتفانى في تحقيق رغباتها وطلباتها ليسعدها، وهي تزيد من طلباتها وتنوعها لتسيطر أكثر عليه، كما ترفع جرعة غضبها عليه وتهدده كلما لم يحقق لها طلبا، وما بين الامتعاض، والغضب، والنهر، تكتشف بنفسها مدى ضعف شخصيته أمامها، ومدى تقبله لتصرفاتها غير الطبيعية، فإذا نجحت خطتها وتيقنت من قوتها وقدرتها عليه، بدأت مرحلة أكثر إثارة وهي مرحلة الضرب، عافانا الله وإياكم.
وحتى لا يتهمني البعض بالتهويل، أذكرهم بالإحصائية التي ذكرتها المقال الماضي، وهي أن أكثر من 125 مليون رجل حول العالم يخافون من زوجاتهم، بينهم 30 % على الأقل يتعرضون لنوع من الأذى الجسدي منهن، بمعنى أن حوالي أكثر من 40 مليون رجل حول العالم يتعرضون لنوع من الضرب من زوجاتهم!! أليس هذا يكفي لتصديق كلامي.
الطريف في الأمر أن الرجال ضعيفي الشخصية، هم أول وأجرأ الرجال في الحديث عن ضعف الأزواج، فعندما تجد زوجا يتحدث عن قوته التي يعامل بها زوجته، وعنفه وجبروته الذي يمارسه عليها، أدعوك بالله أن تراقب هذا الزوج، ولو تطلب ذلك بعض الوقت، تعرف عليه أكثر وحاول أن تتقرب إليه، ومع الوقت ستكتشف بنفسك أن هذا الزوج الأسد، ليس أسدا إلا أمام أصدقائه فقط، ولكن في البيت أعتقد لن يكون إلا فأرا.