مقالات اجتماعية

الإحباط الإيجابي!

من منا لا يعتريه شعور بالإحباط في أحيان كثيرة؟!

أنا شخصيا من أولئك الذين يصيبهم هذا الشعور اليائس في أوقات كثيرة، ولكني قد أختلف مع أشخاص آخرين في كيفية الإصابة بالإحباط، فكثرة العمل وضغوطه لا تحبطني، وطول فترة العمل ومشقته أيضا لا تحبطني، إنما ما يحبطني هو الصراعات حول العمل نفسه، والتي يصطنعها البعض لأهداف غير طيبة بكل تأكيد، من هؤلاء الناس من لديهم تطلعات لمنصب أعلى، أو لديهم حقد وحسد على أشخاص آخرين، أو أن نفوسهم الضعيفة هي التي توجههم إلى مثل هذه الأفعال الشريرة، والتي تفسد جو العمل وتسممه.

والحقيقة أن كل من يريد أن يعمل عملا يحقق فيه النجاح، دون أن يواجه بعض المشكلات والمعوقات والمنغصات، لم تتكون لديه الخبرة الكافية لمعرفة حقيقة الحياة وطبيعة قوانين التحول والتداول فيها.

والشخص الناجح هو ذلك الشخص الذي يستطيع تحويل الإحساس بالإحباط الذي يتولد عن بعض أنواع المعاناة داخل العمل، إلى قوة دافعة لتحقيق النجاح والتفوق، والوصول إلى الأهداف والطموحات، بدلا من اليأس والانكسار، وبالتالي الوصول إلى النتيجة الحتمية الأسوأ وهي الفشل.

وبعض الأشخاص يضخمون ردود فعلهم عندما يواجهون منغصات في العمل، ويتعاطون معها بشكل أكبر مما تستحق من الوقت والجهد، الأمر الذي يسبب ضغوطا نفسية أكبر تجعل التفكير في حل هذه المشكلات أمرا صعبا وبعيدا عن التحقق، فالإحباط يصور الأمور على غير حقيقتها مما يبعد التفكير عن الطريق الصحيح لحل المشكلات، وقد نضطر إلى بذل جهد أكبر لتعويض الإخفاق وتحقيق النجاح والوصول إلى الهدف، ومع ذلك نجد الفشل هو النتيجة النهائية لهذا العمل.

دائما أتذكر مقولة جميلة تقول: يرى المتشائم المشكلات في كل فرصة، ويرى المتفائل الفرصة في كل مشكلة، لذلك يجب علينا أن ننظر إلى المشكلات والإحباطات التي نواجهها على أنها فرص حقيقية لإظهار طاقاتنا وقدراتنا على النجاح والإبداع، وخبرات نكتسبها تساعدنا في تحقيق هدفنا الذي نعمل من أجله الآن، وتتواصل معنا في مسيرتنا المستقبلة نتغلب بها على المشكلات والعقبات التي تواجهنا على المدى البعيد.

 علماء النفس يقولون : ليس هناك فشل مطلق لأنه يمكننا بكل تأكيد اكتساب بعض الخبرات من هذا الفشل، فالشر دائما ينطوي على جزء من الخير، لذلك فإننا نحتاج فقط أن نتعلم كيف نتعامل مع الإحباط، وكيف نحول هذا الشعور السلبي المدمر، لقوة دفع نحقق بها كل ما نريد.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x