مقالات اجتماعية

سيناريوهات الحقد النسائي!

قالت لي بحرقة وألم وهي تجتر ذكريات يبدو أنها مؤلمة أكثر مما كنت أتصور: إنها إنسانة معقدة، تريد أن تنتقم من أي إنسانة ناجحة، إنها تكرهني، وتكره كل النساء، لا تريد أن ينجح أحد غيرها، إذا شعرت بنجاح أي من بنات جنسها في العمل، تبدأ في التخطيط لإفشالها باستخدام كل الطرق غير المشروعة، حتى تقضي عليها وعلى نجاحها، أو تجبرها على الانسحاب، فإن لم تفلح معها، ادعت عليها وطردتها، إن الحقد الأسود الذي يملؤها يسع نساء العالم أجمع، يكفي لإغراقهن في بحر الفشل، إنها…..

ووجدتني أتنقل بين أفكاري، ومحدثتي مازالت تواصل حديثها ذا الشجون، ووجدت نفسي أسترجع نفس هذه الكلمات من أحاديث زميلات أخريات، حتى أنني كنت أستجلب كلمات الزميلة قبل أن تتلفظ بها، وكأنني أعرف ما ستقول مسبقا، فهذه الكلمات سمعتها من قبل، وهذه المواقف أعرفها جيدا بتفاصيلها، وهذه الخطط وهذه المؤامرات، وهذه وهذه.. المضمون واحد تقريبا والسيناريوهات مختلفة!

والحقيقة أن الأنثى كائن غامض ومحير ولكنه أيضا مسكين، فلا تستطيع أن تجمعه في صفات محددة، ولا تستطيع أن تحكمه داخل منظومة واحدة، ولا تستطيع أيضا أن تصنفه في كيان محدد، كما أنه محير في صفاته وقدراته، فبالرغم من أن النساء يتباهين بأكلهن، إلا إن أمهر الطباخين في العالم رجال، وبالرغم من اهتمامهن الكبير بالملابس والأزياء، فإن أمهر مصممي الأزياء النسائية رجال، وبالرغم من ولعهن بشعرهن وتسريحاته، إلا إن أمهر مصففي شعر النساء رجال، وبالرغم من أن مركز العواطف في مخ المرأة أكبر وأقوى من مركزه في مخ الرجل، إلا أن أشهر العاشقين من الرجال، ومن منا سمع عن عبقرية نسائية خطت بأعمالها حروفاً ناصعة في تاريخ البشرية، ومن منا قرأ عن نابغة نسائية تألقت وبرزت على صفحات التاريخ، من منا سمع عن طبيبة أو مهندسة عبقرية، أو قائدة داهية، التاريخ لا يتذكر أحداً منهن، حتى وإن تذكر فإنها حالات فردية استثنائية لا تتكرر إلا قليلا، ولا يمكن مقارنتها أبدا مع مئات وآلاف الرجال الذين لم ينسهم التاريخ.

من هنا قد تبدو الفكرة، فكرة الحالات اللا إنسانية التي تعيشها بعض النساء، فكرة القهر الذي تعرضت له المرأة على مدى العصور في مجتمع ذكوري مجبرة أن تعيش فيه، هذه التراكمات حولت المرأة إلى كائن مهزوز يائس خائف، حتى تراكمت هذه الصفات في خلاياها، وأصبحت صفات جينية تورثها من جيل إلى جيل، حتى وإن اختلفت المجتمعات التي تعيش فيها. هذه الأحاسيس، وهذه الصفات جعلتها تيأس من أن يعترف بها المجتمع ككائن ذي إمكانيات ومواهب، فلجأت إلى هذه الأساليب والتصرفات تجاه بنات جنسها.

ولكن اجتهاداتي هذه في التفسير لا تعتبر قرار عفو عن سلوكهن، ولا براءة ذمة عما هن سائرات فيه.

مجرد رأي..

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x