هل هناك خطوط حمراء بين الزوج والزوجة لا يجب أن يتخطاها أي منهما، هل هناك مناطق رمادية يختزن كل منهما فيها بعض الأشياء الخاصة به، ليس من حق الطرف الآخر الاطلاع عليها؟
أسئلة تحتمل الكثير من الإجابات نظرا لاختلاف طبيعة شخصيات الأزواج، فبالرغم من أن الخصوصية حق أصيل لكل إنسان، مهما كانت علاقته مع الطرف الآخر، ومهما كانت درجة الحب والثقة في شريك حياته، لكن الأمر يبقى نسبيا.
بعض الأزواج يعتبرون مجرد الكلام عن الخصوصية يحمل الكثير من المعاني السلبية، معتبرين أن وجود مساحات من الضبابية يعد نوعا من أنواع الخيانة، فالعلاقة بين الزوج وزوجه يجب أن تكون شفافة، يرى كل منهما الآخر دون أي جوانب غامضة، أو جوانب سوداء تخفي ما وراءها، حتى وإن كان هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تحدث صدمات للوهلة الأولى، إلا أنه ومع الوقت قد يكون تأثيرها أفضل من اكتشافها بطريق الصدفة مثلا.
فهناك طرف يخفي عن شريكه أمرا ما عن قصد، حيث يكون وراء ذلك مشكلة ما يريد أن يخفيها، وهذا بالطبع مؤشر خطر على طبيعة ومستقبل العلاقة الزوجية، فمع الوقت قد ينكشف الأمر ويحدث مالا تحمد عقباه.
وهناك طرفان يتفقان في بداية حياتهما الزوجية بأن تظل هناك مساحة خاصة لكل منهما، حتى أن زوجين اتفقا على أن يكون يومي الخميس والجمعة إجازة زوجية لكل منهما، للترفيه مع عائلة وأصدقاء كل طرف، فكانت الزوجة تتنزه مع صديقاتها يوما، وتقضي الآخر مع أسرتها، في الوقت الذي كان الزوج فيه يقضي يومين مع زوجته الأخرى!! وعندما اكتشفت الزوجة الحقيقة بالصدفة، طالبها زوجها بألا تلومه لأنها هي من منحته هذه المساحة من الخصوصية، وإنه استخدم هذه الخصوصية بالشكل الذي يناسبه، فما كان من الزوجة إلا عضت أصابع الندم وهي تلملم أشلاء حياتها الزوجية مغادرة البيت، نادمة على تلك الخصوصية التي منحتها لزوجها وأساء هو فهمها واستغلالها.. “قصة حقيقة”.
في رأيي الشخصي أنه طالما لا ضرر من هذه الخصوصية فلا بأس بها، ولكن بالنسبة للزوج فقط، فالحياة علمتني أنه ليس من الضروري مصارحة الزوجة ببعض الأشياء البسيطة والتافهة، فقد يكون حجب بعض الأشياء عنها فيه مصلحة شخصية لك ولها، وبالتالي قد يكون مصلحة عامة للعلاقة الأسرية بكافة أطرافها.
مجرد رأى شخصي، حتى لا يتهمني أحد بالانحياز للأزواج، فالمصلحة والهدف واحد.