مقالات اجتماعية

البقاء للأذكى!

يعيش الإنسان على كوكب الأرض بين عدد لا محدود من الكائنات الحية، بعض هذه الكائنات مستأنس، وبعضها مفترس، ولولا إرادة الله في أن يعيش الإنسان ويستمر نسله على هذه الأرض، لانقرض منذ ملايين السنين، فهناك كائنات أقوى منه، وهناك كائنات أسرع منه، وكائنات ضخمة، وكائنات مفترسة، وكائنات تجري على الأرض، وأخرى تطير أو تعوم، وكائنات لديها قدرات خاصة لا يمتلكها هو، كل هذا يجعل باستطاعة أي من هذه الكائنات افتراسه، بل والقضاء عليه، لولا أن منح الله هذا الإنسان شيئا من الذكاء العقلي، جعله يستطيع التعامل به مع هذه الكائنات ويتفوق عليها وينجو منها.

سؤالي هنا هو: ماذا لو لم يكن الإنسان يملك هذا الذكاء العقلي وهو يعيش بين كائنات تريد افتراسه، والجواب من وجهة نظري البسيطة هي: لكان الإنسان انقرض، فقد ثبت بالدليل القاطع فشل نظرية البقاء للأقوى لداروين، فإذا كان ذلك صحيحا ما انقرض الديناصور وما عاشت الناموسة، فالقانون هو البقاء للأصلح، أو بمعني أدق البقاء للأذكى.

هذه المقدمة الطويلة كان لابد من سردها قبل طرح فكرتي، ما أريد أن أقوله، أن الإنسان اخترع الكمبيوتر حتى أصبح هو الجهاز الوحيد الذي ينافس عقل الإنسان، ومع الوقت تعالت بعض الأصوات وتساءلت: ما الفرق بين عقل الإنسان والكمبيوتر؟ وبالرغم من أن الإنسان هو الذي رتب “عقل” الكمبيوتر وأمده بالمعلومات، فإنه تفوق عليه نظريا، فالإنسان ينسى ويخطئ، والكمبيوتر لا ينسى ولا يخطئ، والإنسان يتعب ويمل بعكس الكمبيوتر، كما أن الكمبيوتر يستطيع أن يؤدي عشرات المهام المعقدة وفي نفس الوقت بعكس الإنسان، والبعض يتصور أن الكمبيوتر إذا تعطل لا يستطيع إصلاح نفسه، وحتى هذا التصور أصبح خاطئا، حيث هناك بعض أجهزة الكمبيوتر التي تستطيع إذا حدث لها عطل نقل البيانات إلى جزء احتياطي بها، ومن ثم البحث عن سبب العطل ثم إصلاحه، ثم نقل البيانات مرة أخرى إلى مكانها الأصلي، إذن ماذا ينقص الكمبيوتر حتى ينافس عقل الإنسان؟

ما ينقص الكمبيوتر فقط هو الإدراك والتفكر، فإذا استطاع الإنسان أن يزود ذلك الجهاز بحاستي الإدراك والتفكر، وقتها فقط يستطيع الكمبيوتر التفوق على العقل البشري، وذلك إذا ما تجاهلنا كون عقل الإنسان صنيعة الله أحسن الخالقين.

وإذا ما وصل الأمر لهذه النقطة، فإنني أجزم أن أول قرار سيتخذه ذلك الكمبيوتر هو تدمير الجنس البشري، لأنه وقتها سيكون أذكى منه، وهو أمر منطقي يتماشى مع قواعد لعبة الحياة التي يلعبها ذات الإنسان.

ربنا يستر..

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x