ضياء السعيد https://diaelsaid.com الصفحة الشخصية للصحفي Tue, 23 Jul 2024 11:37:29 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 ضياء السعيد الصفحة الشخصية للصحفي false الذئب والحمل! https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a6%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%84/ https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a6%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%84/#respond Sat, 27 Nov 2010 21:35:20 +0000 https://diaelsaid.com/?p=4321 رغم أن ذلك الموروث العربي الشعبي، والحكايات والروايات، صورت لنا الحماة على صورة ذئب والزوجة هي الحمل الوديع، إلا إنه من المؤكد – على الأقل بالنسبة لي- أن هذه الصورة خاطئة بعض الشيء، فالتأكيد على إظهار الحماة في صورة الذئب المفترس، وإن كان يحمل بين طياته بعض الحقيقة، إلا أن الحقيقة الكاملة غير ذلك، فالواقع يبين لنا أن عددا كبيرا من الزوجات يقمن بدور لا يقل سوءا عن دور حمواتهن في علاقتهن معا، إلا أن هذا الموروث صور لنا هذه العلاقة بالصورة الساخرة المرسومة في أذهاننا بهذه الكيفية نتيجة أسباب وملابسات قد لا نستطيع التوصل لها بسهولة.

وما يؤكد وجهة نظري في هذا الأمر أن الحماة تعامل زوجة ابنها من الموضع الأقوى، بعكس الزوجة التي لا تستطيع الجهر بما تفعله مع حماتها حيث أنها في الوضع الأضعف، وهكذا هي إستراتيجية مواجهة الضعفاء للأقوياء، كما أن الأسلحة المضادة لردع الزوج عن المشكلات الناجمة، متوافر للزوجة تجاه زوجها بشكل فعال، وبطريقة تحسن الزوجة استخدامها بشكل أكثر فاعلية.

فمن منا لم يشاهد مكر تعامل زوجة مع حماتها، ومن منا لم يشاهد كيف تحول بعض الزوجات حياة حمواتهن العجائز إلى جحيم، من منا لم يقرأ عن زوجة دفعت زوجها دفعا لطرد والدته من بيتها، ومن منا لم يسمع عن زوجة ضغطت على زوجها لمنع المساعدة المالية عنها إذا كانت في حاجة إلى ذلك، ومن منا لم يشاهد برنامجا يصور من داخل بيوت المسنين، وتحكي فيه أمهات وصل بهن العمر إلى أرذله، عن معاناتهن مع أولادهن بسبب سوء خلق وقلة أصل زوجاتهم، الأمر الذي دفعهن إلى ترك بيوتهن لهم، فآثرن السلامة، وعشن في بيوت المسنين، وهناك تجد بعض الأمهات كل ما يرجونه من هذه الدنيا، بعد كل هذه الحياة الطويلة، والتضحيات التي لا تقدر بثمن، واللاتي قدمنها بطيب خاطر لأولادهن، هو سؤال أو زيارة من هؤلاء الأبناء، أو مجرد رؤية الأحفاد!! أما إذا أردت أن تفتش عن الأسباب الحقيقية لهذا الجحود والجفاء من هؤلاء الأبناء، ففتش عن الزوجة، ستجد أن عددا غير قليل من أسباب هذا الجحود، بسبب مشكلة أو مشادة كلامية أو حتى سوء فهم، قررت الزوجة على أثره إطلاق رصاصة على هذه الحماة، ولكن باستخدام مسدس كاتم للصوت!

ويبقى السؤال: ألا تعلم هذه الزوجة الخبيثة، أنه لا يوجد أقرب من الأيام، وإنها ستترك مقعد الزوجة لامرأة أخرى، وإنها ستجلس يوما على مقعد الحماة؟! ألا تعلم أن سنة الخالق في خلقه هي “اعمل ما شئت فكما تدين تدان”؟!

ليتنا جميعا نعرف قبل فوات الأوان. 

]]>
https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a6%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%84/feed/ 0
تردد النساء! https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%aa%d8%b1%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1/ https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%aa%d8%b1%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1/#respond Fri, 08 Oct 2010 21:34:18 +0000 https://diaelsaid.com/?p=4319 إذا سألت الأزواج عن الزوجات، سيقولون إن إرضاءهن صعب جدا، وإذا سألت الزوجات عن الأزواج سيقلن من الصعب جدا إرضاؤهم، وهذه هي طبيعة وفلسفة الحياة، تأملت في هذه الفكرة عندما أرسل لي صديق قصة جميلة تحمل معنى عميقا عن قدرة النساء على الرضا.

تقول القصة: في إحدى البلاد تم افتتاح سوق لبيع الأزواج، حيث يمكن للمرأة الذهاب لاختيار زوج بنفسها، وذلك وفقا لتعليمات وضعت في مدخل المتجر حول ضوابط السوق، من بين هذه التعليمات أن للمرأة فرصة الدخول للمتجر مرة واحدة في العمر، كما يمكن الاختيار من أحد الطوابق أو الذهاب إلى الطابق الآخر الأعلى منه، ولكن لا يمكن النزول إلى أسفل.

اختزلت القصة النساء في فتاة ذهبت للمتجر لاختيار زوج لها، حيث صعدت للطابق الأول فوجدت إشارة تقول “الرجال هنا مؤمنون بالله ولديهم عمل” فتفقدت النماذج وقالت في نفسها لعلى أجد في الطابق الأعلى الأفضل، دخلت الطابق الثاني فوجدت إشارة تقول “الرجال هنا مؤمنون بالله ولديهم عمل ويحبون أطفالهم”، فرحت الفتاة ولكنها لم تختر وقالت في نفسها لعلى أجد في الطابق الأعلى الأفضل، دخلت الفتاة الطابق الثالث فوجدت إشارة تقول “الرجال هنا مؤمنون بالله ولديهم عمل ويحبون أطفالهم وشكلهم جذاب”، فرحت الفتاة ولكنها لم تختر أيضا وقالت في نفسها لعلى أجد في الطابق الأعلى الأفضل، استمرت الفتاة في الصعود ودخلت الطابق الرابع فوجدت إشارة تقول “الرجال هنا مؤمنون بالله ولديهم عمل ويحبون أطفالهم وشكلهم جذاب ويساعدون زوجاتهم في أعمال المنزل” فرحت الفتاة جدا وقالت لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك فهذا كل ما أتمناه، ومع هذا ترددت الفتاة ولم تختر وقالت في نفسها لعلى أجد في الطابق الأعلى الأفضل، واستمرت بالصعود ودخلت الطابق الخامس فوجدت إشارة تقول “الرجال هنا مؤمنون بالله ولديهم عمل ويحبون أطفالهم وشكلهم جذاب ويساعدون زوجاتهم في أعمال المنزل ولهم قابلية رومانسية عالية لمغازلة زوجاتهم دائماً” فرحت الفتاة فرحا شديدا وكادت أن تطأ قدمها ذلك الطابق إلا أنها لم تدخل واستمرت بالصعود وقالت في نفسها لعلى أجد في الطابق الأعلى الأفضل، دخلت الفتاة الطابق لتقرأ الإشارة ولكنها ذهلت وهي تقرأ “أنـت الـزائـرة رقـم 4.363.012 ليس هناك أي رجال في هذا الطابق، لأن هذا الطابق وجد خصيصا كبرهان على أن النساء لا يمكن إرضاؤهن، شكراً للتسوق في سوق الأزواج، وانتبهي لخطواتك وأنت تخرجين ونتمنى لك حياة سعيدة”.

القصة تعبر عن صعوبة إرضاء النساء من وجهة نظرمؤلفها بالطبع، ولكن وللإنصاف فليست كل النساء لا يمكن إرضاؤهن، فكثير من الرجال أيضا لا يمكن إرضاؤهم بسهولة، اعتقد أن الحب يجعل كل شريك كتابا مفتوحا أمام شريكه، فقط بقليل من الذكاء يستطيع الزوج إرضاء زوجته، وتستطيع الزوجة إرضاء زوجها، بالحب يصنع الأزواج المعجزات.

]]>
https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%aa%d8%b1%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1/feed/ 0
ذات الأقنعة! https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%86%d8%b9%d8%a9/ https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%86%d8%b9%d8%a9/#respond Fri, 24 Sep 2010 21:33:06 +0000 https://diaelsaid.com/?p=4317 عندما تحدثت عن استخدام المرأة لسلاح الدموع ضد الرجل، تلقيت تعليقات عنصرية كثيرة كلها هجوم كاسح ضدي، وكأني تجنيت في رأيي هذا على المرأة، والحقيقة إن قدماء المصريين والصينيين والهنود وغيرهم تكلموا عبر العصور عن هذا السلاح الفتاك الذي تستخدمه المرأة مع الرجل، وبالتالي ما قلت رأيي فيه ما هو إلا حقيقة راسخة منذ قديم الأزل.

المرأة كائن عجيب، لديه القدرة على ارتداء عدة أقنعة في وقت واحد! وقبل أن يتواصل عليَّ الهجوم، دعوني أثبت لكم تلك الرؤية بمثل واحد فقط من خلال الواقع الذي نعيشه جميعا، فالمرأة التي تلعب دور الحماة، تتصرف بطريقتين مختلفتين تماما، ترتدي الثوب الأبيض عندما تتعامل مع زوج ابنتها، فتعامله معاملة رقيقة ودافئة وكأنه ابنها، حتى إنها دائما ما تقف معه ضد ابنتها إذا ما نشبت بينهما مشكلة، ولو كان هو المخطئ!! فالحماة صديقة زوج ابنتها، والصدر الحنون الذي يستوعبه، ويستوعب مشاكله، نفس هذه المرأة الحماة تتعامل مع زوجة ابنها على النقيض من ذلك تماما، فتحاول أن تفرض رأيها عليها بقوة النفوذ والجبروت، فهي أم الرجل، وهي الست الكبيرة، “والشورى شورتها والقولة قولتها”، ولا يجب أن تفعل الزوجة أي شيء إلا برأيها وتحت مراقبتها، والغريب أن هذه الحماة تستطيع أن تمارس هذين الدورين في الوقت نفسه بكفاءة عالية واقتدار!

ورغم المعاناة التي قد تعانيها الزوجة من جبروت حماتها، والذي تظهر معه بصورة الحمل الوديع الذي يعيش مع الذئب في بيت واحد، فإننا نجد أن هذه الزوجة تلعب في معظم الأحيان دورا أسوأ من دور حماتها، ولكن على طريقتها الخاصة، فالزوجة لا تستطيع أن تجاري حماتها صراحة في الكلام والأفعال، لأنها بذلك ستثير حفيظة زوجها والناس ضدها، وهنا تلعب الوجه الآخر من اللعبة، وهي اللعبة التي تجيدها وتستطيع التفوق فيها في مثل هذه المواقف، وينطبق عليها المثل: ضربني وبكى، وسبقني واشتكى!

أعرف سيدة كانت صديقة حميمة لإحدى مرؤوساتها في العمل، ومن درجة ارتباطها بها وإعجابها بشخصيتها وأخلاقها اختارتها لتكون زوجة لأبنها، سارت الأمور على ما يرام حتى تم الزواج وهنا تحولت العلاقة بينهما من علاقة صداقة إلى علاقة حماة وزوجة ابنتها، وانقلب الحال تماما، والنهاية معروفة بطبيعة الحال.

والسؤال هو: إذا كانت الحماة واحدة، فلماذا ترضى لزوجة ابنها مالا ترضاه لابنتها، وكيف تتعامل مع نفس الحدث وفي الوقت نفسه بطريقتين مختلفتين، طريقة مع زوج ابنتها، وطريقة مختلفة تماما مع زوجة ابنها؟!

سؤال لا أعرف له إجابة!!

]]>
https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%86%d8%b9%d8%a9/feed/ 0
حياة الأماكن! https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%83%d9%86/ https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%83%d9%86/#respond Fri, 17 Sep 2010 21:31:56 +0000 https://diaelsaid.com/?p=4315 المكان هو الحياة بالنسبة للإنسان، فالمكان الذي تعيش فيه هو حياتك، وهو حدود دنياك، فإذا كنت تعيش في الدوحة مثلا، فإن دنياك هي مدينة الدوحة، وإذا كنت تتنقل بين الدوحة وعدة مدن أخرى، فإن دنياك تكون أكبر وأوسع، وكلما كان محيط الأرض التي يعيش عليها الإنسان أكبر، كانت حياته أكبر وأشمل، و وسع أفقه، وزادت مداركه.

والأسفار هي التي تحقق هذه المعادلة، صحيح أن ليس كل مسافر يمكنه أن يستفيد من تجارب وخبرات السفر، لكنها تبقى حالات فردية لا يمكن القياس عليها، فتغيير المكان بالنسبة للإنسان أمر غير مألوف في حياتنا المعاصرة، فكل إنسان تربطه روابط خفية بالمكان الذي ولد وعاش طفولته فيه، لم يصل العلماء إلى تفسير هذه الحالة على وجه التحديد، إلا إننا يمكن أن نصنفها مجازا تحت إحساس ما يسمى بالحنين، ولذلك تجد أن معظم هواة الأسفار دائما ما يحطون في أوطانهم، ويتحركون في كل الاتجاهات من هذه  النقطة، كذلك تجد أن أغلب المهاجرين يتمنون ألا تنتهي حياتهم ويلاقوا ربهم إلا من المكان الذي نشأوا منه، بالرغم من طول حياتهم وارتباطهم بالمكان الذي عاشوا فيه!

أما أنا فلدي حنين لكل مكان يرمز لي القدر فيه برمز، سعيدا كان أو حتى حزينا، فالأماكن بالنسبة لي هي تاريخي، وتاريخي هو حياتي وشخصيتي، لذلك كلما سافرت مكانا جديدا تفحصت علاماته ومعالمه، وقبل أن أترك هذا المكان أودع هذه العلامات والمعالم، وأسأل نفسي: هل سيكتب الله لي رؤية هذه الأماكن مرة أخرى؟ وأتركها وكلي أمل في العودة إليها مرة ثانية، وعندما يكتب الله لي العودة إلى نفس المكان، أشعر بالسعادة البالغة وأنا أعانق أجواءه، وأمٌلي نظري منه، وتداعبني الذكريات الجميلة والحزينة، فأشكر الله على كليهما، وأدعوه أن أعود إليها من جديد.

والحنين معنى من المعاني الكثيرة التي نعرفها جيدا، ولكننا قد لا نستطيع أن نفهمها، نشعر بها ولكننا لا نستطيع تفسيرها، وعندها فقط نقول لأنفسنا أن ذلك من طبائع الأشياء ومن المسلمات، وإذا كان الحنين للبشر أمرا يبدو طبيعيا كون الإنسان كائنا اجتماعيا لا يستطيع العيش بمفرده، فإن الحنين للمكان ربما يكون أمرا عجيبا من الصعب على صاحبه تفسيره، فما تفسير أن يحن إنسان لبيت قديم، أو مكان به شجرة عتيقة، أو لشاطئ معين يظهر البحر من زاوية بشكل خاص، أو حتى لوحة مرسومة لمكان خيالي لا يعرفه؟!! البعض يقول أن للأماكن شخصيات تنادي على البعض منا، نتأثر بها وننجذب إليها، نفعل في مكان ما ، مالا نستطيع أن نفعله في مكان آخر، نذهب لمكان ونحدثه بصوت عال، نصرخ فيه ونضحك ونقهقه، أمر عجيب يقودني لفكرة أعجب، وهي أن للأماكن حياة وإن كانت من نوع آخر، تشدنا إليها، وتربط مشاعرنا بها، وتجعلنا نحن إليها كلما بعدنا عنها، مجرد فكرة.

]]>
https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%83%d9%86/feed/ 0
إبطال سلاح المرأة! https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a5%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9/ https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a5%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9/#respond Fri, 10 Sep 2010 21:31:01 +0000 https://diaelsaid.com/?p=4313 الرجال بصفة عامة – ولست أنا وحدي – لا يحبون دموع المرأة، ليس لأن شكل المرأة وحش وهي تبكي “مثلا”، أو لأنها تبكي على أتفه الأسباب، ولكن لأن الرجل يشعر بالضعف أمام المرأة التي تبكي، والمثل الصيني دلل بقوة على هذا المعنى عندما قال: “دموع المرأة طوفان يغرق فيه أمهر السباحين”، وقد أشعر الشعراء وتفكر المفكرون وأسهبوا في الحديث عن بكاء المرأة ودموعها، إلا أن أحدا لم يفكر لنا في طريقة نتعامل بها في مواجهة سلاح الدمار الشامل هذا، ولذلك سعدت جدا عندما قرأت دراسة اجتماعية تساعد الرجال في مواجهة دموع النساء، قام بها على ما يبدو باحث تعب من هذه الدموع!

صنفت الدراسة بكاء النساء على أنه مرض، ووضعت الوسائل الملائمة والمتباينة للتعامل مع هذا المرض، وأول نصيحة قدمتها للرجل لوقف بكاء المرأة، هو أن يبكي بجانبها! وكلما رفعت المرأة نبرتها في البكاء، رفع الرجل نبرته أيضا، وبالطبع سيتفوق الرجل بقوة صوت بكائه عليها، وبالتالي ستتوقف المرأة عن البكاء كالطفل الذي يسمع بكاء طفل آخر فينصت إليه ويتوقف عن البكاء، واعتقد الباحث أن هذا التكتيك ذكي ومفاجئ ومضمون بنسبة 70%.

أما الطريقة الثانية، فهي عكس الطريقة الأولى تماما، وهى مواجهة البكاء بالضحك، فإذا بكت المرأة أمامك فاضحك في وجهها، اضحك بقوة ولا تتوقف عندما تنظر إليك بدهشة، أو تزيد من حدة بكائها، اصبر على الضحك وانتظر قليلا ستجدها توقفت عن البكاء، ويعتقد الباحث أن هذا التكتيك مضمون بنسبة 80% إلا أن مخاطره قد تكون كبيرة، فقد يتطور الأمر معها وتثور وترميك بمزهرية أو صحن قريب، غير أنها ستتوقف عن البكاء.

أما الطريقة الأخيرة والأهم التي ذكرها الباحث فهي الأصعب والأقوى، وتتلخص في مباغتة المرأة الباكية بقذف وجهها بقليل من الماء، والنتيجة التي توقعها الباحث هي المفاجأة والإزعاج والتوقف المفاجئ عن البكاء، إلا أنه لم يستطع هنا التنبؤ بردة فعل المرأة في هذه الحالة!! وخلصت الدراسة إلى أن هذه الطرق وإن كانت يمكن أن تسبب بعض المشكلات إلا أنها في الوقت نفسه ستجعل المرأة تفكر جيدا قبل أن تحاول استخدام سلاح البكاء مرة أخرى!!

وبعيدا عن الدراسة الشائقة، أعود مرة أخرى لأقول إذا كانت معظم قطرات دموع النساء مثل دموع التماسيح، فيجب ألا نظلم بعض هذه القطرات التي قد تكون صادقة، لذلك فإن من شيم الرجولة أن يعطف الرجل على المرأة، ويغمرها بعطفه وحنانه، وعندما تتعرض للضغوط وتبكي، يجب أن يعرف سبب بكائها، فإذا تبين له صدق مشاعرها، فيجب أن يعتذر لها عن أخطائه، ويحاول إصلاح ما فسد، مع وعدها بعدم تكرار ذلك مستقبلا، فهذه هي شيم الرجولة.

لكن تبقى المشكلة الكبرى، وهي معرفة أسرار علم الدموع، فكيف نفرق بين الدموع الحقيقية لنتعامل معها باللين والحب والاعتذار، وبين دموع التماسيح لنتعامل معها بالطريقة الثالثة من الدراسة، أو حتى مع الدموع الناتجة عن تقشير بصل طاجن الروبيان بالحبار، الذي أحبه كثيرا!!

]]>
https://diaelsaid.com/articles/social-articles/%d8%a5%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9/feed/ 0